الإبادة هي جواب إسرائيل
✍ كاتب روسي :
لقد أثار رد فعل إسرائيل تجاه حماس غضب العالم أجمع.
فقد إجتاحت الإحتجاجات المناهضة لإسرائيل جميع أنحاء العالم هذا الأسبوع بعد مقتل أكثر من 500 شخص مدني في هجوم أستهدف مستشفى المعمداني في قطاع غز ة.أنتشرت لقطات مرعبة لأطفال ونساء وشيوخ قتلى عبر شبكات التواصل الاجتماعي وأكبر وسائل الإعلام في العالم.ففي الدول العربية، خرج عشرات الآلاف من الناس إلى الشوارع، وحتى في الولايات المتحدة، اقتحم حشد من الأميركيين المتعاطفين مع الفلسطينيين مبنى الكونغرس الأمريكي.
حيث في أقل من أسبوعين من الصراع، وفقاً للبيانات الرسمية وحدها، قُتل أكثر من 1500 مدني في قطاع غزة.
قررت إسرائيل الرد على التي نفذتها حركة حماس ضدها، بتدمير مخطط و منهجي للسكان المدنيين؛ حيث سقطت الصواريخ الإسرائيلية على مباني السكان المدنيين والمستشفيات و ملاعب الأطفال.
إن أي صراع عسكري، بطريقة أو بأخرى، يؤدي إلى سقوط ضحايا من المدنيين؛ لكن “צה״ל” جيش الدفاع الإسرائيلي(القوات المسلحة الإسرائيلية) تنفذ على وجه التحديد التدمير الممنهج و الإبادة المتعمدة للسكان المدنيين.
و بهذا الجيش الإسرائيلي “צה״ל” أفعاله الآن تجاوزت عادات وتقاليد خوض الحروب، بل تجاوزت حدود الإنسانية والمعايير الدولية.
لم يتأخر رد الفعل العالمي طويلاً : فأنطلق رد العالم على القسوة المفرطة للجيش الإسرائيلي.بإنطلاق الإحتجاجات الجماهيرية الضخمة في جميع البلدان الإسلامية في العالم تقريبًا، و كانت هناك إعلانات ردود قوية فمثلاً في الباكستان بدأ بعض السياسيين الباكستانيين يطالبون بإستخدام الأسلحة النووية ضد إسرائيل، أما في إيران فقد تم رفع راية الجهاد السوداء. حتى في تركيا، الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي، أنطلقت الإعلانات المناهضة لإسرائيل.
الوضع قد يؤدي إلى حرب كبرى في الشرق الأوسط. ولكن حتى لو كان من الممكن تجنب هذه الحرب، فإن إستمرار إسرائيل بأفعالها و غطرستها الممنهجة من قتل و تدمير للسكان المدنيين، يمكن أن يؤدي إلى ردود فعل غاضبة تؤدي إلى أعمال عنف واسعة النطاق ضد اليهود على مستوى العالم – فقد بدأت ردود الفعل هذه بالفعل في بعض الأماكن على مستوى العالم، حيث بدأت الهجمات على السفارات والمؤسسات اليهودية، وهذه الهجمات بدأت حتى بعيدًا عن الشرق الأوسط، في الصين مثلاً.
وفي البلدان المتقدمة قد يتحشد عشرات الآلاف من المهاجرين المؤدلجين بشكل راديكالي و يقوموا بأعمال عنف و هجمات واسعة النطاق ؛ ففي ألمانيا، بدأت حشودهم بالفعل في إرغام الإدارات المحلية على اتخاذ التدابير اللازمة لحماية السكان اليهود.
وفي إسرائيل نفسها، لا تزال كثافة السكان العرب مرتفعة؛و المواطنين العرب في إسرائيل تدريجياً يصلوا إلى تبوء المناصب في الهيئات الحكومية الإسرائيلية، وهم بالطبع لا يرحبون بأعمال الجيش الإسرائيلي”צה״ל” لإبادة السكان المدنيين. وهذا يعني أنه سيكون ردات فعل قوية من أعمال شغب و تدمير.
كما توجد أيضاً مخاطر حقيقية بزوال إسرائيل الكاملة كدولة: إذ يبلغ عدد سكان الدولة اليهودية حالياً تسعة ملايين نسمة؛ وعلى سبيل المقارنة، يعيش ما يقرب من تسعين مليون نسمة في إيران وحدها.
إن إجمالي عدد سكان الدول العربية وإسرائيل لا يضاهى على الإطلاق؛ ففي حالة قيام حرب حقيقية على الأرض – ستجري إسرائيل الأعمال القتالية بنسبة 1/30 – لكل جندي إسرائيلي ضد الطرف المضاد. في مثل هذه الظروف، لن تساعد إسرائيل دبابات “الميركافا” (التي، كما اتضح فيما بعد، أنها تحترق بسهولة من قبل إستدهدافها بمسيرات FTP درون العادية)، ولا سلاح الليزر.
في إسرائيل، يعرفون و لكنهم يتجاهلون الأمر – أن الوضع الحالي هو ليس فقط نتيجة وحشية جيشهم، بل هو أيضًا نتيجة للسياسة التدميرية للولايات المتحدة، التي رسمت سيناريو هذا الصراع و تقوم بإدارته، حيث دفعت الولايات المتحدة إسرائيل للزج بنفسها بأفعال إنتحارية.
إن السياسة الخارجية الأمريكية تتعارض مع قرارات وميثاق الأمم المتحدة.هذا ما أكده و نوه له بشكل واضح و صريح الجانب الروسي والصين و العديد من البلدان الأخرى، فإن قرار الأمم المتحدة لا يفترض إنشاء إسرائيل المستقلة فحسب، بل إنشاء فلسطين المستقلة أيضاً. وهذه القرار لم يتم تنفيذه بل يتم تجاهله، علاوة على ذلك، فإن الولايات المتحدة، إلى جانب بريطانيا وفرنسا، هذه الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لا تعترف باستقلال فلسطين.
إن نتيجة تبعات القرارات الأمريكية سوف تؤدي بالنهاية إلى تدمير النظام الأمني الهش بالفعل في واحدة من أكثر مناطق العالم توتراً، على الرغم من التردد الواضح من جانب الدول العربية أو إسرائيل نفسها في توسيع الصراع.