( المنتخب الحلم )
✍ علي المالكي – محافظة أضم :
منتخبنا السعودي الحلم الذي عرفناه منذ العام 1984 وهو يحقق البطولات واحدة تلو الأخرى ليس كما هو مع تغير الأدوات التي عهدناها في صالح النعيمة وماجد عبدالله ومحمد عبدالجواد ثم الجيل الذي بعدهم خالد مسعد ومحيسن الجمعان وفؤاد انور ثم توالت الاجيال بعد ذلك حيث ضُخت الأموال وزادت عقود اللاعبين إلا أن العطاء والجهد والروح التي عهدناها في تلك الاجيال شبه منعدمة في جيلنا الحالي وأصبح لاعبونا أكثر دلالاً وأقل قيمة فنية داخل الملعب ، منتخبنا الوطني الذي ننتظر منه الكثير غاب عن تحقيق البطولات منذ ثمانية عشرا عاما لا تبدو عليه علامات الرضا وهو يقدم مستويات متدنية خلال البطولات الدولية وآخرها أمام منتخب مالي بل تراجع فنياً على مستوى القارة وقد تكون لذلك أسبابه والتي أسردها من وجهة نظري الخاصة كمايلي
اولا : تأثير عدد اللاعبين الاجانب في كل نادي انعكس سلبا على مستوى اللاعب السعودي والسبب أن ثمانية لاعبين أجانب داخل الفريق الواحد لم يتيح لنا أن نشاهد لاعبين سعوديين كُثر وبالتالي ضعفت مستوياتهم المهارية وعطاءاتهم الفنية
ثانيا : اعتماد المدربين على اكبر عدد من اللاعبين من نادي أو ناديان بحجة تجانس اللاعبين أسهم في ضعف الادوات داخل الملعب خاصة أن المنتخب أصبح مكان لتأهيل المصابين وإعادتهم لأنديتهم وكذلك المنقطعين عن المباريات الرسمية في انديتهم وينظمون للمنتخب على حساب لاعبين اكثر جودة فنية ولياقية مما ساهم في إضعاف المنتخب الوطني لنراه بالصورة المهزوزة اليوم
ثالثا : الاعلام الرياضي له إسهامات سلبية للأسف الشديد في تزكية اللاعبين المنتمين لانديتهم التي ينتمون لها على حساب سمعة المنتخب لفرض بقاءهم داخل المنتخب حتى لو لم نحقق أي منجز
رابعا : التدخلات الخارجية التي تسيطر على بعض تشكيلات المنتخب ورأها المتابع الرياضي منذ سنوات بفرض لاعبين أقل قيمة من غيرهم على مدرب المنتخب مما ساهم في خروج المنتخب من كثير من البطولات التي شارك فيها وبعضها من الأدوار التمهيدية
– لكي نشاهد منتخب الحلم الذي عهدناه في بطولات سابقة حققها المنتخب مع مدربين وطنيين وأجانب ووصوله لكاس العالم لابد من التخلي عن بعض القناعات لدى مسؤولي المنتخب وأجهزته الإدارية والفنية ومن ذلك
١- ألاّ يتم ضم أي لاعب من أي نادي مالم يكن حقق معدلات عالية من الانضباط البدني والجهد الفني وتكون مشاركاته واسعة مع ناديه إضافة إلى خضوعه لمتابعة دقيقة من إدارة المنتخب خلال البطولات المحلية والخارجية للنادي
٢- إسهام الإعلام الرياضي في دعم المنتخب بالتخلي عن قناعاته الفردية وجعل المنتخب هو الركيزة الأساسية بالنقد الفني الايجابي الهادف بعيدا عن التغني ببطولات ناديه
٣- التخلي عن فكرة انسجام اللاعبين عند اختيارهم من نادي واحد وضم اللاعبين الجاهزين والذين لهم إسهامات عالية مع أنديتهم .
٤- دعم الجماهير الرياضية للمنتخب اثناء معسكراتهم الرياضية أو مشاركاتهم في البطولات القارية أو العالمية بعيدا عن الانتماء لانديتهم وذلك لسمعة ورفعة الرياضة السعودية
٥- وزارة الرياضة لم تدخر جهدا في دعم المنتخبات الوطنية ولديها رؤية ثاقبة في جعل المملكة العربية السعودية محفل عالمي باستضافة الكثير من البطولات الرياضية والان تقدمت بطلب استضافة كاس العالم ٢٠٣٤م وهي قادرة على ذلك
٦- الشباب السعودي يعيش حاليا طفرة تنموية شاملة في ظل توجيهات القيادة الرشيدة ورؤية سيدي ولي العهد ٢٠٣٠م بما في ذلك الحركة الرياضية التي نعيشها اليوم ويستمتع بها كافة أطياف الشعب السعودي فعلينا الدعاء لهم بالتأييد والتمكين والوقوف مع قادتنا وشعبنا وبلادنا المباركة للوصول بها لمصاف الدول المتقدمة ، حفظ الله قادتنا وبلادنا من كل مكروه .