موقف إنساني نبيل

✍ صالح الريمي :

انتشر مشهد إنساني على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث قام الإتحاد القطري لكرة الطاولة بموقف إنساني نبيل تجاه مدرب منتخب قطر محمد الحصري من سوريا بإحضار والديه للدوحة بعد 12 عامًا من الفراق، دون أن يعرف وأقنعوه بالذهاب للمطار لاستقبال أحد الضيوف الكبار، وبعد انتظار كانت المفاجأة، وما أجملها من لحظات أبكت الجميع، حيث كان اللقاء بين المدرب ووالديه مؤثرًا للغاية، فنتابت المدرب فرحة غامرة عبر عن شدتها بالبكاء، مقبلًا قدم أمه، وساجدًا لله شكرًا أن جمعه الله بوالديه بعد فراق منذ عام 2011 عند اندلاع الثورة السورية.

المواقف الإنسانية لها أشكال عديدة ومتنوعة، تثبتها الأفعال النبيلة، والعطاءات الجميلة، وليس شرطًا أن تكون مواقف كبيرة، فصناعة بسمة على شفاه البائسين والحيارى لتبعث في أرواحهم الحياة من جديد، وزيارة مريض لم يقدم أحد على زيارته لسنوات طويلة لتكسر عزلته وتمنحه طاقة إيجابية يستطيع من خلالها أن يكمل رحلته العلاجية بها، وعون أرملة تعيل قصر ومعاقين، ومساعدة يتيم، وقضاء حاجة معسر، وفك سجين، وإغاثة ملهوف، والسعي مع الناس بالخير والصلاح.

وتعد الأعمال الإنسانية عظيمة وكبيرة وخالدة، وأصحاب المواقف الإنسانية النبيلة يحملون بريقًا من النقاء، ولمعانًا من البهاء، ومساحاتهم الإنسانية واسعة ولها فضاء عجيب، فالأقوال الجميلة، والادعاءات المثالية، تبقى بلا قيمة إن كانت من غير فعل ولا عمل، لأن الأفعال والأعمال تريك الحقيقة بعينها كما هي بلا تنميق ولا تزييف ولا تملق..
وتصبح الأشياء معها واضحة وجلية، فموقف واحد وإن كان صغيرًا يغنيك عن آلاف الأقوال والادعاءات والتنظيرات، والإنسان الصادق هو الذي يتبنى القيم الإنسانية في أفعاله وأقواله بصدق وإخلاص، وهو إنسان عظيم لأنه يعيش بين الناس ويصبر على أذاهم ويتفاعل مع قضاياهم، ويشغل نفسه بهمومهم واحتياجاتهم ويشاركهم أفراحهم، ويغتم لألمهم، ويقدم لهم المساعدة دون مقابل.

*ترويقة:*
العمل الإنساني ومساعدة الآخرين من أكبر الأركان التي لابد أن يلتزم بها المسلم، بالإضافة إلى التحلي بمكارم الأخلاق، وأن يكون الإنسان طيب القلب حسن اللسان، كما حثنا نبي الأمة عليه أفضل الصلاة والسلام في قوله: (لأن يمشي أحدكم في حاجة أخيه خير له من أن يعتكف في مسجدي هذا).

*ومضة:*
قَالَ الله تَعَالَى: (وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).

*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*

Related Articles

Back to top button