الاستحقاق !!..

✍عائشة احمد سويد – جازان :

مصطلح الاستحقاق لدينا كمفردة وليد ، استخدامه ليس فحسب بين الأجيال القادمة والتي قد ابرره لها بأن تفكير البعض منهم خاضع لإفرازات الزمن الذي يعيشونه ولكن الأدهى أن براثنه وصلت الى الكبار متوسطي العمر فتشبثوا بهذه المفردة ليلحقوا بما يمكن لحوقه مما فاتهم بزعمهم ، حتى أن البعض ذكورا واناثا قد يرمي بأسرته وعلاقاته وصلاته كاملة بحجة أنه يستحق الأفضل !! الاستحقاق في مبدأه جميل حيث يهدف الى تعزيز الثقه بالنفس لأن الكثير يفتقدها و يعانيها ولكن انحرف البعض بهذا المصطلح كما النوذج الذي ذكرته ليجعله منهج حياة وابتعد به عن صورته الطبيعية المعتدلة ، فاصبح هذا المصطلح منشأ لكثير من الكوارث على المستوى الفردي و الاجتماعي وها هو يقف خلف كل العبث الذي يعيشه الناس الآن من انتشار العقوق وازدياد حالات الطلاق والتشتت والتفكك الأسري وتقطع الأرحام وانقطاع العلاقات فالأغلب يردد ( انا استحق اكثر او استحقاقي أعلى ) فنجد الجراءة على الوالدين وعلى المعلم والجار والمربي والكبير والصغير فلا قيمة لأحد فلا تدين ولا قيم ولا اعراف ولا تقاليد فما يحكم هو الأنا والأنا فقط !!’ المنادون بالاستحقاق المتطرف لاوسطية لديهم وتبقى الأنا لديهم هي المسيطرة وكما تقول الفيزياء ( لكل فعل ردة فعل ..) فولد المنادون فريقا معاكسا لهم و هذا الفريق يدعو الى المعاملة بالمثل !!! فالأنا والمعاملة بالمثل كملت الناقص كما يقولون وزودت الطينة بله فما الحل !؟؟ فاصبح الأغلب يجر الحبل لجهته !! تدعمهم وتناصرهم الفرق التي تنادي بعبارات ( حب نفسك ، لاتهم لأحد ، كن أنت أولا ، لاتهتم لأحد ، لاتسمح لأحد بأن يدمر حياتك ويُدخل في ذلك الوالدين ضاربا عرض الحائط بكل التوصيات الدينية في حقهما وغيرها من الألفاظ التي ترسخ للأنا بل وتشجعها وتفاقمها ..
تطوير الذات وما يتبعه من عليا وسفلى الخ وما تبعه من دورات وكتب وبرودكاستات بدلا من نهوضها بالأفراد والمجتمعات نكصتهم على انفسهم واصبح الكثير يعيش في ابراج عاجية مما سيؤدي اذا ماتداركنا الوضع ووضعنا الحدود وقزمنا ( الأناوات ) مستقبلا الى النكوص الكامل بالمجتمعات لنعيش حياة مادية بحته خالية من كل المشاعر والعواطف والتعاطف ، ارى أن الحل لن يكون سوى بالعودة للقران الكريم وسيرة الحبيب عليه السلام وسيرة صحابته وسير العظماء التي لعلنا بها نستأصل هذه الشأفة ولنبني بها قيما عوضا عن البناءات الأسرية والاجتماعية الهشة والتي بنتها ورسخت لها مؤسسات ليس لها هدف سوى الربح المادي فاذا ما نهضنا لما يعيد لنا تماسكنا والا فلنعشها كارثة خطيرة غدا لأن الأمر في تفاقم !!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى