*أَلا كلكم راعٍ*
✍ صالح الريمي :
حين تسمع أَلا كلكم راعٍ، فالصورة الذهنية الفورية التي تظهر وتتشكل عندك، تكون على صورة شخص يقوم على حماية آخرين ورعايتهم والإهتمام بهم، ويكون هو المسؤول عنهم وقت المحاسبة والمساءلة، والشخص المسؤول هذا قد يكون على صور عدة كأب أو أم أو معلم أو بائع أو خادم أو مدير أو رئيس أو حاكم، إلى آخر قائمة المسؤولين .
حسب ما نُقل لي في هذه الصورة حيث يظهر رجل مسن وهو يقود خرفانه بسياج متحرك حديدي، البعض سيظن بأنه خائف على أغنامه من خطورة الطريق، والبعض الآخر سيفكر في أمور عدة لا علاقة لها بما يفكر فيه راعي هذه الأغنام.
حتى سأله أحد المارة عن سبب تصرفه هذا ليكون جوابه كالصاعقة لنا: إنني أخاف أن تأكل أغنامي زرع وحشائش الناس دون علمهم، فأحاسب بفعلتهم هذه أمام الله لأنني راعٍ، وكل راعٍ مسؤولٌ عن رعيته أمام الله والعباد..
إذا كان هذا مجرد راعٍ لأعنام مع كل الإحترام لهؤلاء الشريحة من المجتمع، فكيف حال كل حاكمٍ ومسؤولٍ ووزيرٍ ومديرٍ ونائبٍ، وكلاٌ مسؤولًا عن رعيته، وكل راعٍ مسؤولًا عن رعيته، وهكذا سنلقى الله يوم لا مُلك لأحد إلا مُلك الله عزوجل.
*ترويقة:*
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْؤولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ)، متفق عليه.
*ومضة:*
هذا الحديث يمكن اعتباره من أسس علم الاجتماع، وأساسًا لاستقرار وأمان المجتمعات إن تم اتخاذه منهجًاً في التعامل الإجتماعي بين الناس.
*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*