اطفئ عداوتك
✍ صالح الريمي :
من أخلاقيات المسلم أن لا ينظر إلى الناس إلا خيرًا، ويلتمس لهم الأعذار ويتغاضى عن زلاتهم وهفواتهم، فإحسان الظن بالناس يحتاج إلى كثير من مجاهدة النفس لحملها على ذلك، خاصة وأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ولا يكاد يفتر عن التفريق والتحرش فيما بينهم .
والتعامل مع البشر بمختلف عقلياتهم وطباعهم وأخلاقهم وسلوكهم يحتاج إلى صبر غير طبيعي، وأحياناً إلى تغافل متعمد لتستمر علاقتك بهم ومعهم، ولهذا أعجبتني فكرة أن تمحي الغلطة من أجل إستمرار الأخوة، وليس أن تمحي الأخوة من أجل غلطة.
حكمة من الماضي تقول: “وعلى نياتكم ترزقون”.. فالنية الطيبة تجلب معها الخير دائماً لصاحبها، ومع ذلك بما أنك تتعامل مع البشر، بكل تأكيد ستجد من لا يحبك مهما كنت ذو خلق ودين، لأن رضا الناس غاية لا تدرك..
لذا حاول أن لا تصنع لنفسك أعداءً مهما كان السبب، فأن وجدت عداوة لا بد منها تتبع أسبابها وعالجها مبكراً حتى لا تكبر، ولراحة بالك عالج عدواتك حتى لو بذلت بعضاً من وقتك وبعضاً من مالك وتنازلت عن جزء من حقك.
ومن الكمال في تعاملك مع الآخرين عند المشكلات، اطفئ عدواتك بالإحسان والكرم والإطراء والبذل والعطاء والإهداء والكلمة الطيبة، فربما تنشأ علاقة مودة بعد علاقة عداوة، فمن يجاهر بعداوتك خيرٌ ممن يضمرها ويظهر مودتك كذبًا..
وإذا انتهت علاقتك مع شخص اجمع كافة أسراره وخبئها في مكان ما وانسى المكان، فالنهايات أخلاق.
*ترويقة:*
يقول ابن سيرين رحمه الله: (ذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرًا، فإن لم تجد فقل: لعل له عذرًا لا أعرفه).
*ومضة:*
قال الله تعالى: (وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا).
*كُن مُتَفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*