التطوع عمل إنساني

✍عبدالرحمن بن عبدالله اللعبون :

العمل التطوعي في شتى مجالاته يقوم على متخصصين في مجالات محددة كالأطباء والمهندسين والمعلمين والاقتصاديين والإعلاميين، وغيرهم ممن يقدمون جهودهم في مجالاتهم، وكذلك يقوم على عامة الجمهور الذي يمارس العملية التطوعية في مفهومها العام، وكلا الصنفين لهما دورهما الكبير في إثراء روح البذل والعطاء، وترسيخ معاني الروح الاجتماعية الراقية، وفي هذا الشأن يكون المجال وبأوسع أبوابه متاح ومفتوح للجميع، وحين يقدّم المتخصص عطاءه ضمن مجاله لن يكون عمله وقتيا ضمن مدة النشاط وينتهي، بل سيبقى حاضرا بوعي ينتشر في المجتمع بتواصله مع الناس عموما، ومع زملائه الذين يشاركونه هذا النشاط، ناهيك عن رسم الصورة الجميلة للقدوة التي تبذل علمها ووقتها وعطائها لمجتمعها، وكأنهم هنا، بالإضافة إلى مشاركتهم الوقتية، يقدمون التدريب والتثقيف العملي بصورة ودية تتغلغل إلى داخل النفوس بكل أريحية، مما يعني استمراريتها على مدى الأيام وعلى نطاقات أوسع.
ومن يطّلع على أعمال التطوع في مجتمعنا ويتابع فعالياته يجد إقبالا ملحوظا وبشكل كبير من جميع فئات المجتمع، العمرية والتخصصية، وهذا مؤشر حقيقي يرسم لوحة نقية وصافية لنمو الوعي المجتمعي لمفهوم التطوع في تقديم الخدمات بمبادرات ذاتية، تسعى إلى الاستغلال الصحيح لأوقات الفراغ ونقل الخبرات والمهارات إلى الآخرين، وتغطية متطلبات نفسية وعملية لا يخلو مجتمع من الحاجة إليها .

وفي كل الاوقات يتم التأكيد على بذل الجهود التثقيفية والاحترازية في المحافظة على الأرواح، ومنع الإصابات، وحماية الممتلكات، وتقليل الخسائر التي تكون نتاج حالات الكوارث أو الحوادث الطارئة، وهي فرصة مستمرة لتأكيد هذه المعاني وتشجيع الفرق التطوعية بمختلف اختصاصاتها للمشاركة في المناسبات والفعاليات، والتزود بما يحفظ سلامتهم أثناء فعالياتهم، وكذلك نشر المفهوم الصحيح للسلامة وإجراءات الوقاية، وحسن التصرف عند حدوث أي طارئ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى