*من أصبح منكم ملكًا؟*

✍ صَالِح الرِّيمِي :

الإنسان يجب عليه أن يعرف نعمة الله عليه، وكلما زاد شكر العبد لله كلما أكثر عليه سبحانه وتعالى عليه من النعم من كل جانب، فنحن اليوم تناسينا التفكر بالنعم وللأسف نشكو المفقود ولا نحمد الله على الموجود..
أنقل لكم قصة حصلت لأحد البحارة، حيث يقول:
ركبت سفينة مع مجموعة من البحارة، وطوال الليل كنّا نتحدث عن الدنيا وعجائبها وبعد حديث طويل استمر لساعات انصرف كل منّا لغرفة نومه على سطح السفينة، وفي هذه الأثناء كانت هناك رياح خفيفة لم يتوقع أحد أن وراءها عاصفة مرعبة ستؤدي بحياة كل من كان على المركب ماعدا أنا.

تحطمت السفينة بالكامل وبقيت متعلقًا بحطام السفينة، ومن توفيق الله أن هذا الحطام الذي تمسكت به كان مخزنًا للطعام في السفينة وبقيت عشرين يومًا وسط البحر حتى أنقذتني إحدى السفن، ولما نجوت سالني الناس عن أكبر درس تعلمته من هذه المحنة..
فقلت: هي منحه ربانية علمتني الكثير، فإذا كان لديك الطعام الكافي والماء الصافي فيجب ألا تتذمر أبدًا، فالصحة هي الشيء الوحيد الذي يجعلك تشعر أن اليوم الذي تعيشه هو أفضل أيام السنة.

*ترويقة:*
إذا كان الإنسان قد عافاه الله في بدنه وأعطاه قوت يومه وكان آمنًا في سربه، أي ليس في حروب أو خوف أو شيء فهذه نعمة عظيمة لا يقدر قدرها إلا من فقدها، فإذا ملكت قوت يومك وصحتك ومسكنك وأمنك “فأنت إذًا ملك”.

*ومضة:*
صدق رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حينما قال: (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بحذافيرها).

*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولك*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى