زيارة ميدانية لمعاينة وضعية قصر الباي الاثري و فندق شاطوناف وهران
محمد. غاني. الان
قام والي ولاية وهران السيد السعيد سعيود بزيارة ميدانية الى الموقع الاثري قصر الباي و مشروع فندق شاطوناف المتوقفة به الاشغال منذ التسعينات بعد انطلاق أشغال انجازه منذ 1979 و ذلك بحضور رئيس المجلس الشعبي الولائي و و رئيس دائرة وهران و رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية وهران. و مدراء الهيئة التنفيذية حيث اعطى الوالي خلال الزيارة الميدانية توجيهات لعقد لقاء تشاوري بمشاركة للمصالح المعنية بما فيها بلدية وهران و مديرية الثقافة و الفنون لولاية وهران و فعاليات المجتمع المدني خاصة الجمعيات النشطة في مجال حماية التراث وذلك لفتح النقاش و دراسة الحلول المناسبة من اجل اعادة بعث المشروع المتوقف منذ التسعينات لتقرر السلطات العليا تحويله إلى البلدية مؤكدا على وجوب اتمام المشروع و تشييد فندق 5 نجوم على ان تتلاءم الاشغال مع المحيط الاثري المتواجد به و ترميم قصر الباي لحماية التراث و للحفاظ على القيمة التاريخية للمدينة العتيقة من جهة اخرى طلب من رئيس البلدية البحث عن الوثائق التي تثبت مبكية المشروع اما بالنسبة الموقع الاثري قصر الباي فقد اكد المسؤول التنفيذي الاول ان الدولة قد قررت رفع التجميد عن اعادة ترميمه و مديرية الثقافة و الفنون لولاية وهران هي التي ستقوم بأشغال استعجالية من اجل توفير حماية اكثر لقصر الباي الاثري العريق داعيا الى ضرورى رد الاعتبار له و اعادة تهيئة المدينة القديمة و للحفاظ على نمطها المعماري مع هدم العمارات المصنفة في السخانة الحمراء و فيم يخص العديد من العمارات التابعة للخواص فقد اكد الوالي ان ملاكها مطالبون بالحفلظ على الطابع المعماري للمنطقة الى جانب التقيد بعدد الكوارث
للاشارة يعتبر قصر الباي كما وصفه واضح أحمد احميدة معلما يؤرخ للحقبة العثمانية في الجزائر “1509-1830″، وظل شامخا على مرّ التاريخ يهدي زائريه متعة النظر لروعة عمرانه وتناسق بنيانه لم تمحو السنون رونق تصميمه وغدا معلما سياحيا بامتياز يحجّ إليه الناس من داخل وخارج الجزائر، إنه “قصر الباي” الذي يقع في حي سيدي الهواري العتيق وسط مدينة وهران عاصمة الغرب الجزائري و “قصر الباي” يعتبر واحدا من الشواهد الأثرية التي حفرت في ذاكرة الجزائريين، فترة الحكم العثماني في البلاد حيث شيّده محمد باي الكبير بن عثمان في نهاية القرن الثامن عشر، متخذا إيّاه مقرا لإدارة شؤون الرعية. بغرب. البلاد وعرف بـ”بايلك الغرب” و القصر يتربع على مساحة قدرها 5.5 هكتار، ووقفت على ثمانية مرافق، من بينها الحجرة المخصصة لديوان الباي العثماني آنذالك، والحرم، وبرجين شيدا عام 1345 في عهد المرينيين بالإضافة إلى. ثكنة عسكرية قديمة كانت تستعمل كاسطبل للخيول من طرف الأتراك والجيش الفرنسي، حُوّلت فيما بعد إلى اسطبل لخيول الجيش و الطريق إلى قصر الباي ليس صعبا، فيكفي أن تسأل أي مواطن “وهراني”، عن مكان تواجده حتى يدلك عليه، وقد يذهب أبعد من ذلك عندما يروي لك حكايته التي عانقت تاريخ العثمانيين، بهذه المدينة، التي تلقب بـ”الباهية” لجمالها، و”باريس الثانية” لتشابه هندستها المعمارية بعاصمة “الجن والملائكة” و مقر “بايلك الغرب” يقع بحي سيدي الهواري، في وسط آهل بالعمران، إذ تحيط به البنايات من كل حدب وصوب، من بينها فندق شاطوناف، وهو مبنى شاهق، حوّل إلى مقر جديد لبلدية وهران، من المزمع أن يحتضن مكاتبها الإدارية، وقد أولت السلطات المحلية بعاصمة الغرب الجزائري -وهران- وعلى رأسهم والي الولاية، السابق. عبد المالك بوضياف، اهتماما كبيرا بهذا المعلم الأثري، وانضمت إليه مديرية الثقافة، وكذا جمعيات ناشطة في. مجال حماية المعالم الأثرية و مطالب شعبية ونخبوية. متكررة تناشد الجهات المعنية ترميم القصر والحفاظ على مكانته التاريخية والسياحية بعدما هالهم ترهل جدرانه و تصدع أسقفه
والقائمون على حماية الشواهد الأثرية يصرون على إخلاء 37 عائلة اتخذت منذ سنوات قصر الباي مسكنا لها، فلا يعقل بحسب تعبيرهم أن “يتحوّل القصر إلى مساكن فردية، بل يجب المحافظة على قيمته الرمزية والتاريخية”. و قال الناشط الجمعوي عمورّ للأناضول “الكل معني بالحفاظ على الشواهد الأثرية، ولابد من إطلاق حملات توعوية بين المواطنين لذات الغرض” في بداية 2010 و. سلطات محافظة وهران من جانبها خصصت ميزانية قدرها 5,8 مليار سنتيم (750 ألف دولار أمريكي) لترميم هذا المعلم الأثري كما استعانت في سبتمبر الماضي بلجنة خبراء أتراك تعد دراسة تقنية شاملة لمباشرة أشغال ترميم “قصر الباي” ذو الخصوصية العمرانية التي تستوجب مهنيين ومحترفين في مجال العمران العثماني، حسبما أكد مسؤولون بمحافظة وهران وبجانب تهيئة واجهته الخارجية التي تآكلت بفعل الزمن والعوامل المناخية ما تزال عملية الترميم متواصلة حتى الآن، في انتظار الانتهاء من ترميم القصر كلية، لإعادة الاعتبار لـ”بايلك الغرب”، الذي يعول عليه للدفع بالسياحة الأثرية قدما، انطلاقا من المقومات التاريخية التي يكتنزها ذلك الإرث المشترك بين الجزائريين والأتراك.