الحلقة السادسة والاخيرة سلسلة قصص *محطات من عالمي الجميل*

تأليف السيد هاشم بن علي الكاف :

وقف ابو علياء وابو احمد من من جلستهم وقالوا: علياء انتِ
فقالت : نعم انا علياء
فقال ابو علياء: هل كوخ ابوك منصور به زير ماء من طين
فقالت: نعم
فقال: هل سقفه من لحاء ساق نخلة
فقالت: نعم نعم
فقال ابو احمد: اكان ابوك منصور صياد اسماك
فقالت علياء: نعم هكذا تقول امي
فقال العمدة: وهل تعلمون اين توفى واين دفن
فقالت: لا علم لنا، ولكنه ذهب للصيد ولم يعد وبالعادة عندما تطول الغيبة في رحلات البحر يكون الموت من الغرق هو احد السباب الرئيسية

فقال العمدة: دعيني احكي لك قصة فأنت معلمة وانا متأكد من ذكاءك في فهم المغزى، ثم قال سوف اترك صديقي “يقصد ايو علياء” يبدأ القصة ثم اكمل انا،
فقال: تفضل يا صديقي العزيز
فقال ابو علياء: كان ياما كان ذات يوم ماطر وهدير الرعد يهز الارجاء ذهب الاب يتقفد طفلته ولكنه لك يجدها في سريرها فلم يجد دماءاً او آثار كسر بالباب او النوافذ او اي شيئ يدل على الخطف او السرقة فجأة اختفت الطفلة ولم تعد في البيت، كانت البنت صغيرة لا تستطيع المشي، ولكنها اختفت كيف لا يعلم احداً حتى اليوم.
فأكمل العمدة وقال: وبينما والد الطفلة يبحث عن طفلته في بيته وفي الجوار، اذا برجل آخر في قرية اخرى بعيدة يسمع بكاء طفلة في حديقة منزله فيأخذها ويرعاها ويتبناها،
فقالت علياء: وماذا هلاّ اكملت سيدي العمدة
فقال: ثم قرر تبنيها وتسميتها …….
فقالت علياء: ها ماذا كان اسمها
فقال لها: علياء
فقال: ابو علياء بنيتي بنيتي
فقالت علياء: قد يكون تشابه اسماء سيدي، فأنا لا اعلم مما تقولون شيئاً، ولكن امي ستأتي لقضاء فصل الدراسة معي وقد استأجرت منزلا هنا وسأترك دور المعلمات.
فقال العمدة: واي بيت استأجرتي
فقالت: بيت رجلٍ يدعى ابو احمد، استأجرته من وكيل اعماله
فقال ابو احمد: ذاك بيتي تركته على حاله بأثاثه وكل مستلزماته، فقد كان مقفلا زمنا طويلا.
فقالت: غدا سأقوم بتنظيفه واقيم فيه حتى وصول امي، ارجوا منكم الحضور بعد الغد لنتحدث مع امي عن هذا الامر
مضت الايام وذهبوا في الموعد، فوجدوا الأم، فاخبروها بالقصة وعن موت منصور، وكيف…الخ

اما عن علياء فأكملوا قصتهم فقالت الأم: اسمعوا لن نستطيع ان ننسب علياء لأين منكما فلديكما قصص قديمة نحن لا نعلم صحتها من زيفها، عذراً.
وعلياء لا تتذكر او تعرف شيئاً منها، ولكن الذي تعرفه وكبرت عليه هو انني ربيتها وانا امها بالتبني،،،
فقال ابو علياء: لدي دليل قوي لإثبات كلامي
فقالت الأم: وما هو ذاك
قال ابو علياء: ان لأبنتي وحمة خلف اذنها اليمنى، ان الوحمة تشبه الطير الصغير، وكذلك لها اربعة اصابع في قدمها اليسرى خلقةً من الله.

فقالت الأم: سوف نرى وآتيك بالخبر
فذهبت الأم لعلياء واخبرتها فوجدت ما قال ابو علياء صدقا فعرفت انه ابوها فبكت بكاءا شديدا

فقالت الأم: يا ابتي هذا الرجل ابوك سأدخله اليك كي تقابليه فهو ابوك حفظك الله
فقالت علياء: حسنا يا اماه
فخرجت الأم وطلبت من ابو علياء الدخول واخبرته ان كل العلامات صحيحة وموجودة فتفضل لتقابل ابنتك، بكى ابو علياء وحمد الله انه التقى ابنته اخيراً.

دخل ابو احمد فوجد تلك المسنة الجالسة على تلك الاريكة البالية، ترتدي لباسا قديما قد عفى عليه الزمن تنتظر ابوها كي يقبلها ويحتظنها لأول مرة في سن ما بعد الخمسين.

فناداها لأول مرة باسمها الحقيقي نوال ابنتي فحضنها بشوق الاب الحاني الحنون، فقد بللت الدموع لحيته، وكاد قلبه يخرج من رجفته فرحاً وابتهاجاً للقاء علياء.

عادت نوال اقصد علياء لبيت ابوها اخيراً والتقت وتعرفت على امها الحقيقية واخوانها واخواتها. وعاشت في سعادة ما تبقى من عمرها.

وهكذا عادت علياء حيث ولدت بعد زمن طويل عادت وعادت معها الابتسامة والسعادة.
وانتهت قصتنا هنا
ونلتقي ان شاء الله مع مجموعة قصص جديدة قريبا شكرا لكل من تابعني .   

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى