الأمين العام لرابطة الجامعات الاسلامية: الشريعة الاسلامية أوجبت علي المسلمين الاقتداء برسول الله صلي الله عليه وسلم
في كلمته في ندوة عقدت بصالون الجمهورية وأمسية دينية مباركة في حب رسول الله وخلقه صلي الله علي وسلم
القاهرة – حسناء رفعت
عقدت رابطة الجامعات الاسلامية بالتعاون مع جريدة عقيدتي بصالون الجمهورية ندوة بعنوان كان خلقه القران في مناسبة الاحتفال بذكري ميلاد النبي صلي الله عليه وسلم
حيث تباري المتحدثون جميعا في اظهار ماتمتع به النبي صلي الله عليه وسلم من خلق عظيم وصفات حميدة وخصائص نبيلة ومناقب رفيعة تدل علي قدر النبي صلي الله عليه وسلم وحاجة الانسانية اليه عبر كل الازمنة
وفي كلمته وجه معالي الامين العام لرابطة الجامعات الاسلامية الأستاذ الدكتور سامي الشريف ااشكر لجريدة الجمهورية ورئيس تحريرها الاستاذ عبد الرازق توفيق والاستاذ محمد الابودي رئيس تحرير جريدة عقيدتي لاستضافتهما لهذه الأمسية المباركة وللحضور جميعا
حيث قال في كلمته
لقد أثنى الحق تبارك وتعالى على نبيه الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وتحدث القرآن الكريم عن أخلاقه صلى الله عليه وسلم وصفاته الحسنة وسلوكه القويم، وأوجبت الشريعة الغراء على المسلمين والمؤمنين الاقتداء به في أقواله وأفعاله وأخلاقه.
يقول الحق تبارك وتعالى: {لقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} الأحزاب:21، ويقول تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} القلم: 4.
نعم لقد استحق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تلك المكانة العظيمة والتزكية الربانية المباركة؛ لأن حياته كلها كانت تطبيقًا كاملًا وتامًّا لأوامر الله عز وجل ونواهيه، فقد كان كما وصفته السيدة عائشة رضي الله عنها: “كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن”.
وعندما تكون تلك شهادة الله عز وجل في نبيه المصطفى، فإنه لا يكون بحاجة لأية شهادات أخرى من البشر… ولكن كما يقول الناس: “إن الحق ما شهدت به الأعداء” فإننا سنورد في ورقتنا تلك بعض شهادات أعداء الإسلام في حق نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه، ليس تأكيدًا على مكانته وعظمته –فهو لا يحتاج لذلك- بل من باب الاستئناس وإقامة الحجة على أولئك الذين هاجموا الإسلام ونبي الإسلام حقدًا وحسدًا من عند أنفسهم.
ولقد تعرض المسلمون في ديار الغرب لكل أشكال الاضطهاد والعدوان، فرأينا الحملات الشرسة من ارتداء الحجاب في فرنسا وغيرها من الدول الأوروبية، وتابعنا محاولات التعدي على المصحف الشريف وحرق نسخ منه، وازدراء الدين الإسلامي من خلال حملات صحفية ورسوم كاركاتيرية ممنهجة، وتواكبت تلك الممارسات الهمجية مع ظهور فكرة التصادمية مع الإسلام والتي عبرت عنها مصطلحات عدة مثل: (صراع الأديان) و(صدام الحضارات) و(العدو البديل).
ولقد تزايد معدل وقوع تلك الحوادث الإجرامية بحق المسلمين ومقدساتهم ورموزهم في الآونة الأخيرة، سواء ما حدث في السويد أو الدنمارك أو هولندا من حرق نسخ من المصحف الشريف بما يمثل استفزازًا لمشاعر نحو مليارين من المسلمين حول العالم، أو ما يقوم به بعض المتطرفين في الغرب من الاعتداء السافر على المسلمين ومساجدهم وسيرة نبيهم العظيم.
ولاشك أن هذه الممارسات تتجاوز حدود حرية التعبير التي تتغنى بها المجتمعات الغربية، وتمثل انتهاكًا للمقدسات الدينية وتأجيجًا لخطاب الكراهية.
ويمكننا وصف تلك الأفعال المشينة بأنها تأكيد لديكتاتورية الفوضى وسوء الأدب والتسلط على شعوب مؤمنة.
والواقع أن هؤلاء المتطرفين السفهاء الذين مزقوا نسخًا من المصحف الشريف، بزعم معاداتهم للدين الإسلامي ينسون أو يتجاهلون أن هذا المصحف يتضمن ذكرًا وتكريمًا للسيدة مريم العذراء والسيد المسيح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام أكثر من سبعين مرة، كما جاء ذكر وتكريم لسيدنا موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام في المصحف في أكثر من مائة موضع.
وإذا كانت تلك الأعمال مجرَّمة في كل الشرائع السماوية فإنها تتعارض كذلك مع المادتين (19) و(20) من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وفي مقابل مقولة الصراع الحتمي بين الحضارتين الإسلامية والغربية والتي روَّج لها “هنتنجتون” وغيره من المفكرين الغربيين، فإنه لحسن الحظ فقد كان لفريق آخر رؤية مغايرة، حيث أكد “آرب وييكر”: (أننا لا نشهد صدامًا للحضارات تقرر فيه الهويات الدينية نقاط التصدع، بل نشهد صدامًا بين أقليات أصولية يستغل أتباعها القلق والإحباط الناتجين عن نزاعات سياسية حقيقية للترويج للأحداث الأيدولوجية الخاصة بهم، فالتعايش والتعاون بين الحضارات ليس ممكنًا فقط بل هو –إلى حد كبير- القاعدة عبر التاريخ).
ولقد عبر القرآن الكريم عن حتمية الحوار انطلاقًا من القواسم المشتركة والعمل على تفعيلها قال تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} آل عمران:64.
إن الاعتداء على مقدسات المسلمين ورموزهم الدينية –تحت دعاوى حرية التعبير- مسلك مشين ارتكبه الغلاة والكارهون منذ فجر التاريخ، إلا أنه بفضل الله لم ينل من الإسلام أو رموزه شيئا، فقد تكفل الله بحفظ كتابه الكريم وكفى نبيه صلى الله عليه وسلم المستهزئين ومكرهم ومؤامراتهم وكيدهم قال تعالى: { الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ 91 فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ 92 عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ 93 فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ 94 إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ 95 }.
وعلى كثرة أولئك الذين هاجموا الإسلام ونبيه العظيم وبثوا سمومهم عبر كتب ومؤلفات عديدة تملأ مكتبات الغرب بكل اللغات، فإن الله قد أجرى على ألسنة وأقلام بعض المنصفين من كبار المفكرين والفلاسفة وعلماء الدين الغربيين الحق فقالوا بألسنتهم وخطوا بأقلامهم شهادات إنصاف وتقدير لنبي الله سيدنا محمد –صلَّى الله عليه وسلم-، وفي ذكرى مولده الكريم نعرض لبعض ما قاله وسطره المنصفون من أعداء الإسلام.
– في دائرة المعارف البريطانية وهي تتحدث عن انتصارات سيدنا محمد –صلَّى الله عليه وسلم- وحروبه مع أعدائه تقول: “إن محمدًا هو أعظم الشخصيات الدينية نجاحًا في التاريخ”.
– وكتب المؤرخ “دي لاسي أوليري” عن سيدنا محمد –صلَّى الله عليه وسلم- يقول: “أثبت التاريخ بما لا يدع مجالا لأي شك أن خرافة الاجتياح البربري لمساحات شاسعة من الأرض، وإجبار الناس على الدخول في الإسلام بقوة السلاح فوق رقاب الشعوب المغلوبة على أمرها إنما هي خرافة خيالية مضحكة عارية تماما عن الصحة وبعيدة كل البعد عن الحقيقة.
– ويقول صاحب موسوعة الحضارة “ويل ديورانت Well Duranet”: إذا أردنا أن نحكم على العظمة بما كان للعظيم من تأثير على الناس لقلنا: “إن محمدًا كان من أعظم عظماء التاريخ، فلقد أخذ على نفسه أن يرفع المستوى الروحي والأخلاقي لشعب ألقت به حرارة الجو، وجدب الصحراء في دياجير الهمجية، فعندما بدأ محمد دعوته كانت الجزيرة العربية عبارة عن قبائل متناحرة غارقة في الشرك والوثنية، ولكنه عندما مات وتركها كانت أمة متماسكة”.
– ولقد اختار أستاذ الفلك والفيزياء “مايكل هارت Michael Hart”” محمدًا على رأس قائمة أعظم مائة شخصية في كتابه (أكثر 100 شخصية مؤثرة في التاريخ)، ويقول في ذلك: “إنه الرجل الوحيد في التاريخ الذي استطاع أن يحقق نجاحًا عالميا على المستويين الديني والدنيوي”، ويقول في موضع آخر من الكتاب: “لقد أسس محمد ونشر أحد أعظم الأديان في العالم، وأصبح أحد الزعماء السياسيين العظام”، وفي هذه الأيام وبعد مرور ثلاثة عشر قرنا، فإن تأثيره لا يزال قويًّا وعارما.
– الروائي والفيلسوف الروسي تولستوي: انبهر بشخصية النبي محمد –صلَّى الله عليه وسلم-، وكتب مقالا مطولا بعنوان: (من هو محمد؟)، وقال: “إن محمدًا هو مؤسس ورسول، كان من عظماء الرجال الذين خدموا المجتمع الإنساني خدمة جليلة، ويكفيه فخرًا أنه أهدى أمة برمتها إلى نور الحق، وجعلها تجنح إلى السكينة والسلام، وفتح لها طريق الرقي والمدنية، وهو عمل عظيم لا يُقدم عليه إلا شخص أولي قوة، ورجل مثله جدير بالاحترام والتقدير”.
– يقول القس “بوسورت سميث” في كتابه (محمد والمحمدية): “لقد كان محمد قيصرا وبابا في آن واحد”، وإنه استطاع أن يسوس الدنيا بالدين، وكما كان يدعو للتوحيد وعبادة الله ومكارم الأخلاق، ويربط الناس بالحياة الأخروية، فقد كان يدعو لإصلاح الأرض وتعميرها، والعمل على تحقيق السعادة للمجتمع بما لا يخالف القواعد الدينية والأخلاقية.
– ويقول “تيموتاس النسطوري المسيحي –أسقف الكنيسة الأشورية-” في القرن الثامن: “محمد حق لكل تقدير وتكريم، محمد سلك طريق الأنبياء؛ لأنه علَّم الناس الوحدانية، ودلَّهم على الأعمال الصالحة، وحارب الشرك وعبادة الأوثان”.
– وقالت الكاتبة البريطانية “كارين أرمسترونج Karen Armstrong” –الراهبة السابقة-: (لقد قدم محمد كونه شخصية نموذجية، قدَّم دروسا مهمة للبشرية ليس للمسلمين فحسب، بل ولأهل الغرب أيضا)، وأضافت: (لقد كرَّس محمد حياته لمحاربة الظلم والطغيان، وأدرك أن الجزيرة العربية كانت على مفترق طرق، وقد علم أن العادات القبلية لم تعد نافعة كمنهج حياة؛ لذلك قام ببذل نفسه وجهده لتقديم حلول وترسيخ منهجية جديدة للحياة).
– ويقول القس الإنجيلي “كينيث كراغ Kemmeth Caragg”: “لقد كان محمد هذا النبي فريدًا ومميزًا، ولا يمكن تكراره، فلقد شكَّل القرآن إشارة مهمة ودليلا واضحا على كون رسالة النبي هي وحي من الله، وبلاغة القرآن الكريم العربية كانت خير دليل على أنه وحي من الله”.
– يقول الأديب البريطاني جورج ويلز: “إن محمدًا أعظم من أقام دولة للعدل والتسامح”.
– يقول الكاتب الإنجليزي توماس كارليل: “إني لأحب محمدًا لبراءة طبعه من الرياء والتصنع، إنه يخاطب بقوله الحر المبين قياصرة الروم وأكاسرة العجم بما يرشدهم.
– تقول الناشطة البريطانية اني بيسانت Annie Besant” في محاضرة ألقتها بالهند عام 1903م: “إنه من المستحيل على من يدرس سيرة وشخصية النبي العربي العظيم، ويدرس كيف كانت دعوته، وكيف كانت حياته، لا يملك إلا أن يشعر بالتبجيل والاحترام لهذا النبي العظيم، الذي كان واحدا من أعظم وأسمى الأنبياء جميعا”.
يقول الكولونيل البريطاني ليبرتيني، في كتابه الإسلام: “ليتني عرفت محمدًا عن كثب لأتعرف إلى هذه الذات البدوية التي بزت شخصيتها كل نبي آخر وكل عظيم غيره”.