مفتي الديار المصرية يؤم جموع المصلين ويلقي خطبة الجمعة في المسجد الجامع بموسكو
موسكو – حسناء رفعت
أمّ فضيلة الشيخ الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم جموع المصلين والقى خطبة الجمعة من على منبر المسجد الجامع بموسكو
وأكد سماحة مفتي الديار المصرية في خطبة الجمعة أن الإسلام نسق عالمي مفتوح لم يسع أبدا إلى إقامة الحواجز بين المسلمين وغيرهم؛ وإنما دعا المسلمين إلى ضرورة بناء الجسور مع الآخر بقلوب مفتوحة، وأن الإسلام أقام حضارة إنسانية أخلاقية وسعت كل الملل والفلسفات و الحضارات وشاركت فى بنائها كل الأمم و الثقافات وأننا كمسلمين استوعبتا تعددية الحضارات ومؤكدا أننا فخورون بحضارتنا لكننا لا نتنكر للحضارات الأخرى، فكل من يعمل على التنمية البناءة في العالم شريك لنا
وأضاف فضيلته: “أن الإسلام الذي تعلمناه وتربينا عليه دين يدعو إلى السلام والرحمة، وأول حديث نبوي يتعلمه أي طالب للعلم الديني:”الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء”، وفهمنا للإسلام ينبثق من فهم معتدل صاف للقرآن: “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا”.وعندما قال الله”لتعارفوا” فقد أمرنا بالتعاون نحو بناء يحقق التنمية والاستقرار للأفراد والمجتمعات والأوطان”.
وأشار مفتي الديار المصرية إلى أن أرسى الإسلام قواعد وأسسًا للتعايش مع الآخر في جميع الأحوال والأزمان والأماكن، بحيث يصبح المسلمون في تناسق واندماج مع العالم الذي يعيشون فيه، بما يضمن تفاعلهم مع الآخر وتواصلهم معه، مع وجوب يجب التركيز علي القواسم المشتركة بين الأديان وإدراك أتباع الأديان المختلفة هذه القواسم المشتركة إدراكا واعيا والتمسك بها
التمسك بالقيم الدينية وفي مقدمتها الرحمة والسلام والمحبة سينزع فتيل أي نزاعات تنشأ بين البشر بسبب الدين، مبيناً بأن الفتاوي الصحيحة تدعم قيم التسامح والتعايش وتكافح الأفكار الإرهابية والمتطرفة التي حاولت نشرها الجماعات المتطرفة في العقود الأخيرة عبر فتاوى مغلوطة تعمق من روح الصدام والكراهية مما تسبب في نشر الإرهاب والخوف من الإسلام لدى كثير ممن لم يقرأ ويعرف حقيقة الإسلام السلمية أو اكتفى بما تروجه الجماعات الإرهابية من أفكار وفتاوى مغلوطة فيما اشتهر بالإسلامفوبيا.
وشدد فضيلة الدكتور سوقي علام على أن مواجهة الأيدلوجيات المنحرفة تحتاج إلى حرب فكرية يتعاون فيها علماء الدين مع صناع القرار ووسائل الإعلام الدولية وكذلك الأوساط الأكاديمية في مجال النشر والبحث، من أجل تفنيد تلك الأيدلوجيات وفضح أفكارهم الخاطئة، عبر إتاحة المجال للعلماء المسلمين الوسطيين لتفكيك تلك الادعاءات الكاذبة والفهم المشوه للقرآن الكريم.