كن منتصرا
✍عبدالرحمن بن عبدالله اللعبون :
قد يخطأ البعض ظنا منه أنه على الحق بخبر غير صحيح بلغه، أو استنتاج غير صالح، أو تأويل خاطئ، فإذا تبين له الحق فليصلح ما أفسد، وليرجع الأمور إلى نصابها بعد أن استبانت له الأمور.
والرجوع إلى الحق فضيلة، وإعادة الحقوق إلى أصحابها مهما تفاوتت وتنوعت محمدة يربي الإسلام أتباعه عليها.
والمداومة على الباطل مع العلم به وظهور ما يجليه دليل وجود خلق سيء ينبغي لمن ينشد الإنصاف والرفعة أن يسعى للتخلص منه ونبذه.
وفي ذلك صراع مع النفس وهواها فينتصر بإرادته المستمدة قوتها من الله فيحقق إيمانه باتباع أمر ربه.
واتّباع الحق علو وشموخ وسمو في معارج الأخلاق.
وهو فضيلة لا يبالي مبتغوا طيب الجوار ما يصيبهم بعدها.
قال صلى الله عليه وسلم: (أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم خلقاً).
والكمال غاية يتمناها الجميع إلا أن الظروف والهمم تتفاوت، وكما أن الواحد منا لا يرغب أن يسيء إليه أحد فهو كذلك لا يرغب بالإساءة للآخرين، وهذا شأن المنصفين، إلا أن ما يحيط بنا يدفع في أحيان كثيرة إلى السير في ردود فعل لا نرتضيها.
وما كنت أخشى أن ترى لي زلة ولكن قضاء الله ما عنه مهرب
إذا اعتذر الجاني محا العذر ذنبه وكل امرئ لا يقبل العذر مذنب
ولو كان المخطئ صادقا مع الله وثم مع الغير فإنه سيعتذر لأنه لا بد له من الخطأ، والبعض يتجه للكذب لا للاعتذار، وكأنه يقول أنا ملك لا أخطأ ولا أريد أحد أن يراني على خطأ، ونسي أنه عبد ضعيف وسيخطأ حتما، فإياك والكذب في الاعتذار.
أردت كي ما لا ترى لي عثرة ومن ذا الذي يعطى الكمال فيكمل