جزيرة قرقنة التونسية

✍ عبد الفتاح العربي – قرقنة :

هي أرخبيل متكون من عدة جزر ،عروس البحر الأبيض المتوسط تتلألأ بنورها و حسنها عبر التاريخ،تاريخها حافل بمحطات عديدة من رومان و فينيقيين يكفيها أن حنبعل مر بها و لنا شاهد على ذلك مكان يطل على البحر ،،برج الحصار،،
إن هذه الجزيرة بها كل مقومات الأصالة تزخر بمواقف البطولة عبر رجالاتها و نساءها .
تجد الرجال في الفلاحة و في الصيد البحري و صيد الاسفنج ،لا تجد ألذ من سمك قرقنة فهو يعيش في بركة دائرية عبر الجزيرة يتوالد في …. كما أنها تشتهر بالقرنيط يقع اصطياده بطريقة تقليدية في قطعة أرض لكل مالك في البحر عبر العصور على ملك كل عائلة و برسوم مسجلة من عهد البايات ملوك تونس .
كما لا ننسى أعراسها التقليدية بالطبل و المزمار بألحان و كلمات من شعراء شعبيين .
إنها تعيش على كنز ثقافي موروث عبر العصور كما أن الجزيرة عرفت بصبرها و تفانيها في العمل و لم تعرف المجاعة مثل مدن أخرى أيام القحط.
لها من الزراعة من الشعير تكفي بها حاجتها و لها مخزون البحر من السمك بأنواعه و من أجود الأنواع.
إنها لا تعرف البطالة فشبابها يعمل في كل المجالات في الداخل بالبحر و يهاجر إلى مدن أخرى للعمل ،كما أن جل العائلات عملت على تعليم أبناءها و نسبة النجاح كبيرة و نسبة التوظيف عالية و في أعلى المراكز و الرتب.
كما لا ننسى مدها الفكري عبر تحرير الوطن الغالي تونس إذ ساهمت الجزيرة بخير حسها الوطني عبر مناضليها حيث أوصلو الرئيس بورقيبة عبر سفينة اللود إلى ليبيا للالتحاق بالقاهرة فيما بعد للتعريف بالقضية التونسية في الشرق العربي و الجامعة العربية.
كما أن الجزيرة مهد العمل النقابي فالزعيم فرحات حشاد ابن الجزيرة أسس الاتحاد العام التونسي للشغل بصفاقس و تمركز في العاصمة أين ساهم في الحركة التحريرية و ناضل ضد الاستعمار الفرنسي لافتكاك الحقوق للعمال و تأسيس الفكر التحرري و بعد أن اغتالته اليد الحمراء أكمل المشوار المناضل الحبيب عاشور ابن الجزيرة و كان ذلك في بناء تونس الحديثة.
هذه جزيرة قرقنة في سطور و لا تكفيها حروفي بل ينكتب عنها كتب للتعريف بعدة جوانب مضيئة لهذه الجزيرة المنسية.