تداخل الاجناس في النص الشعري المعاصر

بقلم : د. فاطمة مسعود جبارة

عرف الأدب العربي تطورات عبر مساره التاريخي بمرور حقب زمنية مجسدا الحياة الاجتماعية عبر العمل الأدبي شعرا ونثرا فتجد النص يساير الزمن المعاصر بمختلف الفنون الأدبية التي امتزجت في العصر المعاصر لتخرج بحلة متداخلة فيما بينها صانعة لوحة فنية أدبية رسمها شاعر بنكهة سردية .
تميز الأدب في السنوات بظهور نوع من الكتابة لدى الأدباء والشعراء مزجت مختلف فنون البوح تسمى الأجناس الأدبية حيث نلمس الروائي في الرواية يمزج بين الطابع الشعري والسرد فيوظف ابيات شعرية في احداث روايته كما نجد الحوار والتمثيل والمسرحية .الملحمة والاسطورة .في قالب سردي .يزيد القارئ تشويقا وينزع روح الملل ويجذبه للقراءة ذلك التنوع بين فنون الكتابة من شعر و سرد يصور بها قضايا عصره بظواهر يطرحها .
ومن جهة اخرى ايضا نجد الشاعر ايضا في قصائده يمزج بين السرد والنظم الشعري لما شهدته القصيدة العربية من تحول شكلا ومضمونا اذ تحررت من خلال النص من حيث الوزن والقافية وكذا الفكر في الوصف لدى الشاعر بتوظيفه الرمز والايحاء ورؤى شعرية والرسم بالكلمات عبر الصورة الشعرية بأنواعها ومضية كلية جزئية فنلمس طابع السرد يتخلل النصوص الشعرية المعاصرة فتعددت أنواعها منها القصيدة النثرية التي تتصف بالبساطة والسهولة في الالفاظ والتعدد التقفوي وكذا فن الخاطرة الذي نلمس له شيوع .
ان اتحاد هذه الاجناس الأدبية في العمل الواحد شعرا أو سردا يعطي النصوص جمالية بمزيجها
لنجد الشاعر المعاصر على سبيل المثال يحاكي الطبيعة فيحن اليها ويستحضر ادواتها باعتماده نظام السطر الواحد بحرية في طوله ونقصه شكلا
وتضمين لغة الانزياح والهروب من الواقع بحيثياته الى لغة ذات رؤية يتخللها الغموض فيميل أحيانا إلى النزعة الذاتية غارقا في نفسه عبر قصائده واحيانا اخرى نزعة جماعية تمس العامة ركزت الحداثة ك حداثة نازك الملائكة في قضايا النص الشعري تدرسه .
فهذا الشاعر محمود درويش في قصيدته بطاقة هوية يتفنن في تجسيد واقع حياة بلده بطابع شعري يسرد فيه احداث فيقول .
سجل ..
انا عربي ..
ولون العينين فحمي
واولادي ثمانية
وتاسعهم سيأتي بعد صيف
هل تغضب
سجل
انا عربي
حذاري .حذاري
من جوعي ومن غضبي
فأنا إذا ما جعت
آكل لحم مغتصبي
وشاعر آخر يجسد الواقع في ابياته فيقول واصفا الرمز والايحاء
اول الحب
كتابات استخيليوس
تعويذة امرأة للرجال
امهات يقفن على خيط ناي
فنلمس الرسم بالكلمات في تحريك خيال القارئ بالتصوير الشعري في قالب فني جديد يتطلب قراءات لفك شفرات النص
فالشاعر المعاصر قد أبدع في نصه الشعري متضمنا السرد بفنونه في قصيدته ليرسم لوحة ذات اجناس ادبية متداخلة مع بعضها لينتج عمل ادبي في ابهى حلة يضعها بين يدي القارئ لاختلاف نوعه مثقف اديب او متذوق او اهل اختصاص .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى