*هل أطلب الطلاق؟*
✍🏻 صالح الريمي :
الحياة فرصة فاغتنامها في الخير، وكن أنت الإنسان الذي إذا رأه الناس اطمأنوا أن الدنيا مازالت بخير وأمان، وجميل أن يظن الناس بك خيرًا، والأجمل من ذلك أن تكون خيرًا مما يظنون بك..
يقول أبو العتاهية:
يظنُّ الناسُ بي خيرًا وإني
لَشَرُّ الناسِ إن لم تَعْفُ عنّي
اليوم وصلتني رسالة من سيدة شغوفة بخربشات قلمي المتواضع وتظن بي خيرًا، فأرسلت رسالة عن مشكلتها مع زوجها تقول فيها بلهجتها وأنا انقلها لكم بتصرف مني، تقول:
أنا جدًا تعجبني خواطرك واتابعها أولًا بأول، بل أرسلها إلى قائمة مراسلاتي على الدوام، ومقالة الأمس بعنوان “موقفين متناقضين” جعلني أرسل لك مشكلتي، حيث أنا سيدة عربية متزوجة منذ ثمان سنوات ومشكلتي بدأت منذ بداية الزواج، ومشاكلنا في أي شيء..
فنحن مختلفان في كل شيء: في نوع الطعام، وفي تربيه الأولاد، في النزهات، في الأصدقاء، كل شيء نحن مختلفان فيه، فأغضب كثيرًا، واذهب إلى بيت أهلي كثيرًا، ويدخل بيننا المصلحون، ونرجع كما كنا وماهي إلا فترة قصيرة وتعود المشكلات.
بالإضافة إلى أنه لا يحب أهلي، فإذا زارني أحدً منهم يظهر عليه الضيق والضجر من وجودهم، وإذا أردت أن أذهب إلى بيت أهلي لا يرضى كثيرًا، وإذا سافر يجبرني أن أكون في بيت أهله، وإذا تحدثت في التلفون يشك ويسأل مع من أتكلم وأعطيه الجوال، ويبحث في الرسائل ويسأل ويسأل من هذا؟ ومن هذا؟ وقد مللت من سوء ظنه بي فأنا أخاف الله والحمد لله.
إذا وجد تلفوني مشغولًا أو لا أرد عليه، يجن جنونه، وإذا كنت نائمة أو غيره يتصل بكل الناس ويسألهم عني، وإذا كنت غير موجودة في المنزل. يسأل فين كنت؟ ومع من كنت؟ مشكلتي طويلة ولا أكذب عليك أصبحت أكرهه إلى درجه كبيرة جدًا، دائمًا يهددني بأنه سيتزوج عليّ، وعندما أرد عليه يقول أنه يمازحني، مللت مزاحه، تغيرت شخصيتي، فأنا أصبحت مختلفة عن قبل في كل شيء..
ليس لي صديقات؛ لأنه لا يحب معرفه الناس، فحسب كلامه معرفة الناس تسبب المشكلات، وإذا دعيت إلى مناسبة نسائية لا يتوقف هاتفي عن الرنين يطالبني بالعودة فورًا، وإذا لم أرد عليه تصلني رسائل بالسب والشتم، والله مللت العيش معه، وأصبحت خشنة في معاملتي معه ومع أولادي.
حتى أصبحت حزينة أغلب الأوقات لا أجد حلًا لما أنا فيه، أخاف من الطلاق فكل أخواتي وأخواني في فلك يسبحون ووالدي كبيرًا في السن، وحاليًا أنا أعمل وأنفق على نفسي أولادي وولداي، إضافة إلى مشاركتي في مصاريف مدارس أولادي والمنزل..
حاولت نصحه وإعطاءه فرصًا كثيرة، لكن دون جدوى! أشعر بالتعاسة والملل، وأصبحت لا أحب أن يلمسني أو يقربني، لأني أصبحت أكرهه بشدة، ولكن هندي وجل وخوف من حساب الله ومن عقابه، ولهذا صدري في ضيق وهم، ماذا أفعل؟ هل أطلب الطلاق؟ أم ماذا أفعل؟
*ترويقة:*
الأصل أنه لا يجوز للزوجة أن تطلب الطلاق إلا إذا وجد سببًا لذلك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة)..
وبجوز للزوجة طلب الطلاق للأسباب التالية:
1 – إهانة الزوج لزوجته بالضرب..
2 – إذا عجز الزوج عن القيام بحقوق الزوجة كالنفقة أو المعاشرة أو السكن المستقل..
3 – إذا رأت الزوجة في زوجها عيبًا مستحكمًا كالعقم أو عدم القدرة على الوطء..
4 – إذا وجدت في نفسها نفرة منه وبغضًا شديدًا في قلبها..
5 – فسوق الزوج أو فجوره..
*ومضة:*
كل مشكلة ولها حل، وليس الحل فيما أنت فيه هو الطلاق، فإن الطلاق لن يخلصك من هم إلا ويوقعك فيما هو أشد منه، والله عزوجل قد أخبرنا في كتابه الكريم بأن الصلح بين الزوجين خير من الفراق، فقال سبحانه وتعالى: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ}.
*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*