*اعمل الخير وارميه في البحر*
✍ هاشم بن علي الكاف :
تعجّبت من مقولةْ “اعمل الخير وارميه في البحر”
هل هذا القول حقيقة؟
هل هذا ديدن كل فاعل خير؟ ففعل الخير صفة جميلة نثاب عليها، فما الذي نرميه في البحر.
حقاً اقلقتني كثيراً هذه الجملة، واتعبني التفكير كثيراً فيها، فلست ادري من قالها وما قصتها، اذ لا يكاد يمر يومٌ دون ان نسمع هذا القول. فهل تصدق فعلا ان الخير يرمى في البحر.
قيل لي: ان هذا مثل، فقلت حسناً فعلتم فقداضفتم لي قلقاً آخر لمعرفة ماذا يعني هذا المثل.
قالوا لي: ان هذا المثل يطلق للحث على فعل الخير ولا تنتظر الشكر من احد، ولا يكن همك الشكر من الناس لان ثواب وجزاء هذا الفعل سيعود عليك بالخير كذلك.
فقررت ان ابحث واتحرى من هنا ومن هناك، من قريب ومن بعيد، فأخبرني المجربون وللخير فاعلون، ما يذهب عني الظنون.
ولكن لا تصدق اطلاقا ان شيئا يرمى في البحر لان الخير سيعود لك ولو بعد حين، ولو قوبل من البعض بالنكران، فأفعل الخير ولا تبالي. ندرك ان حياتنا اليومية قائمة على الأخذ والعطاء، وهذا لا يعني انتظارمقابل عن كل عمل نعمله، ولكن من المتوقع الشكروالاحترام والتقديرمن الشخص المقابل، فحفظ الجميل خلق جليل.
“اعمل خير وارميه في البحر” لاتصدقهم ان العمل يذهب إلى البحر …لاشيء يُرمى في البحر ..كل الأشياء ترمى في صحيفتك ..الخير والشر !
العبرة أن الخير لا يذهب هكذا
اعملوا الخير وعلموه واعلموا ان الله لايضيع مثقال ذرة تأكد بأنه سيعود لك يوم ما ..قد لا يعود من صديق أو قريب أو زميل قدمته له تأكد ان لم يعد من العباد سيعود من رب العباد.