نعيش زمن المتناقضات
✍ك :خالد غواص
الإثنين ١١ سبتمبر ٢٠٢٣م
ظفار، سلطنة عمان
نعلم جميعا بأن الكمال لله ولا كمال لدون سواه ونعلم كذلك بأن الدنيا بسيطة لا تساوي عند الله جناح بعوضة وفق ما قال الرسول عليه الصلاة والسلام ، لذلك لا تستغرب حين ما ترى حياة الناس فيها من التناقض الكثير مع تباين هذا التناقض وتفاوته من شخص لآخر ، جميعنا نعيش هذه المتناقضات ولكن كما ذكرت بتفاوت وتباين مختلف سبحان الله لا يمكن أن يكون هناك شخصين متطابقين في أي سلوك أو أي تصرف وهذا بحد ذاته إعجاز إلهي مع كثرة البشر وأعدادهم منذ ملايين السنين ، زمنا أختلفت فيه المعايير وتقلبت فيه الموازين أصبحنا فيه كالتائهون عن الدرب
صرنا نصف الطيب الخلوق صاحب القلب الأبيض بأنه مسكين في حاله والجاد والحازم نصفه بالغاضب والمتجبر والمتكبر ، والفوضوي الذي يسب هذا ويتطاول بلسانه على الناس بدون وجه حق بالرجل الذي لا يشق له غبار بين أقرانه ، زمنا يكذب فيه الصادق ويصدق فيه الكاذب ويخون فيه المؤتمن يفرح لخسارتك الأخرين ويغارون من نجاحك ، ومن يقول بخلاف هذا القول فهو قطعا أما أنه يدرك تماما ويعلم بكل هذا ويمارس هذه التفاهات ولا يراد لها أن تتغير أو أنه شخص متواضع طيب صاحب قلبا أبيض لا يرى من الدنيا إلا كل ماهو جميل أو شخصا يغرد خارج السرب خاوي ليس لديه شئ ، هذه حقائق حاصلة زمن الدعايات والإشاعات التي باتت تجتاح المجتمعات زمنا ترتسم فيه على الوجوه الإبتسامة الزائفة حتى أنه أصبح من مقدور الشخص قراءة علامة ورسوم الوجوه لمعرفة اؤلئك الناس وما يكنونه ويخبؤنه في خواطرهم تجاه أو تجاه الأخرين وكأنما الحاسة السادسة هي حقيقة حاصلة وبدأت تتكشف مع تغير الزمن على أنها حقيقية لم تكن محسوبة وغير معترف بها في نطاق الزمن القديم ، زمن غريب عجيب لم نكن كذلك من قبل
ياترى لما الحياة صارت مقلوبة تمشي عكس إتجاه نظام عقارب الساعة هل هناك طارئ حل بها والإ هناك سبب خفي سبب كل هذه الدوشة .
وتبقى الحقيقة التي لا مناص ولا حل بدونها لكل هذه الأشياء وهذه السلوكيات الهجينة الدخيلة علينا كمجتمعات كانت سليمة القلب نزاعة تواقة لفعل الخير والجميل هي التمسك بالدين فقط
فصلاح المجتمعات من صلاح دينهم .
فإذا كنا نعمل بفرائض الدين كمجرد واجب نؤديه وبالتالي أفعالنا وكلامنا تخالف تعاليمه فيجب أن نجدد توبتنا وإسلامنا وإيماننا
أن الصلاة والدين يمنعان صاحبهما عن النفاق والكذب والدجل والمنكرات مصداقا لقول الله عز وجل ” أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر” وكل هذه منكرات وتمارس في مجتمعاتنا بدون غطاء .