حكاية أحمد

الكاتب د . فايل المطاعني

       ” الفصل الخامس “

( عندما يكرهك البشر والحجر )
يالها من ليلة، شتوية رائعة انتابني شعور، بالسعادة والفرح الكبير، فلقد لمحت ضوء هاتفي المتحرك يخبرني بأن هناك رسالة عبر تطبيق (الوات ساب) فنظرت إلى اسم المرسل قبل قراءة الرسالة، واظن الجميع بفعل ذلك ! فوجدته ضيفي وبطل حكايتي أحمد. جاء في رسالته كلمات محفزة لي وهذا نص رسالته (أنك كاتبا مبدع لقد نقلت الحقيقة مثلما هي ) حينها انتابني شعور بالسعادة لا شي يضاهي سعادة الكاتب من الثناء على ما يخطه قلمه خصوص أذا كان الثناء من صاحب الشأن، بالتأكيد حينها يطير فرح. لم أري اطفالي هذا المساء يا تري اين ذهبوا في هذه الأجواء الباردة لقد وعدتهم بصنع مشروب الشاي لهم ،اظن هذا المشروب الان فعلا وقته فقلت محدث نفسي : الشتاء هذه العام جاء في موعده تماما★ جلست على مقعدي المفضل عند شجرة الياسمين وعلى طاولتي ذلك المشروب الساخن اللذيذ المسمي ( شاي كرك ) فقلت ضاحكا اظن ان الهنود لم ينقلوا لنا الافلام الهندية و البرياني فقط ★ بل نقلوا لنا ثقافتهم كلها، أنهم الهنود ايها السادة تذكرت اطفالي أنني فعلا وعدتهم بأن يتذوقوا مشروب الكرك هذه الليلة يا الهي لقد نسيت في خضم انشغالي بحكاية ضيفي احمد. أنهم يحبوا ان يتذوقوا شاي الكرك من يدي ههههه
هم حولي يطلبون مني إنهاء عمل الشاي بسرعة لا يعلمون ان للشاي طقوس يجب أن تتبع . ولكن سنافري يضربون عرض الحائط بتقاليد صناعة الشاي، هم فقط يريدون ان يشربوا الشاي وان يستمتعوا بطعمه اللذيذ وحكاية بقرة الأيتام تلك الحكاية التي ورثتها من جدتي لابي، رحمها الله ابنائي خلاف القراء ، لا يعترفون بي ككاتب ومؤلف روايات اعتقد انني شهير ! هم فقط تعجبهم حكاية بقرة الأيتام التي احكيها لهم .وطبعا ليست من تأليفي هي حكاية من التراث العماني
وهنا اتذكر المثل الايرلندي ( دع الاطفال وما يعتقدوا فهم أذكي بكثير مما تتصور ) ومع طقوس الشاي،؛ والسنافر حولي، يستمتعون بشرب الشاي، وبحكاية بقرة الأيتام التي ارويها بطريقة جدتي وانا انتحل شخصية جدتي في سردها للقصة.
أظن انني ممثل فاشل فلم اقنعهم باني جدتي ولكني اقنعتهم بحكايتها.
وحمدت الله كثير على هذه النعمة .فالنعم ليست فقط اموال، بل هي اكبر من ذلك بكثير فكل لحظة سعادة، تعيش أجوائها هذه نعمة هنا دمعت عيني، فتذكرت ضيفي، ارسلت، له معاتبا : أين بقية الحكاية ايها الرجل الجميل؟
وكان ينتظر ردي علي نار لكي يسرد ما تبقي من حكايته… اليكم المشهد الخامس من حكاية أحمد
احمد: سئلت خالتي يوم ما لماذا لا تحبون زوجتي؟ ولا تريدون أن تكون بينكم؟ انها وحيده وغريبه، وأنا اتيت بها من بلادها . ولا تعرف هنا أحد غيري ،وانا متاكد انها ستكون سعيدة لو تعرفتي عليها. واعتبروها واحدة من بناتك؟ او نساء ابنائك؟ ولكن خالتي رفضت حتي تجلس معها وتسمع منها بحجة انها ليست من بنات البلد.
فقلت لها : طيب، انتم رفضتم، تزوجوني بناتكم، والبنات رفضوني .لاني معاق، فتزوجت من الخارج ، اين اذهب ، أليس من حقي الزواج وإنجاب الاطفال. لاني معاق خلاص عليه أن احفر قبري بيدي و انتظر الموت، ياتي اللي
عشت حياة صعبة ابنائي يضغطون من جهة والمجتمع يضغط عليه من جهة أخري أبنائي يردون مصروف في بلد أمهم، فكنت اتسلف، من أبناء الحلال أو بعض من فاعلين الخير يرسلون لي مبلغ معين جزائهم الله خير يتبع.
عمدة الادب ★: البرياني وجبة هندية مشهورة جدا في الخليج العربي تتكون من الرز باللحم أو الرز بالدجاج أو الرز بالسمك. ★هذه القصة تدور احداثها في شهر ديسمبر من عام الفان وسبعة عشر ميلادي

Related Articles

Back to top button