شاب الشبابِ

✍ مصطفى جعفر – مصر :

(احقًا شِبتَ يا احلى الشباب
وغطى الثلجُ رأسك في غيابي)

نعم يا حُلوتي قد شابَ رأسي
وراحَ العمرُ يجري كالسَّحابِ.

أكادُ إذا رحيقُكِ غابَ يوماً
مِنَ الأيّامِ يجلدُني عَذابي.

فقولي يا جميلةُ شابَ حرفي
ـ وكانَ خميلةً ـ من هولِ ما بي.

وكانَ النُّورُ منكِ يرفُّ نَحوي
ودونَكِ لا أرى إلّا ضَبابي.

ومنذُ نسيْتُ رَبوةَ مُفرداتي
وجدْتُ الشَّيبَ يثأرُ من شبابي.

ولمّا لم يعدْ رغدٌ وقربٌ
ذكرْتُ الحبَّ في زمنِ التَّصابي.

وكم في البُعدِ أتعبني سُهادٌ
لتجتمعَ الهمومُ أمامَ بابي.

أَلَا يا طائري لم يبقَ أيكٌ
فبُحْ بمواجعٍ ملأَتْ كِتابي.

فإنِّي قد بكيْتُ وجفَّ دمعي
ووحدَكَ كنْتَ لِيْ خيرَ الصِّحابِ.

لأجلي قُلْ لها باللهِ عُودي
فما أبقى النَّحيبُ على الشِّهابِ.

ولي عُودي لكَيْ يَخضرَّ عُودي
لأرشفَ ما يَلَذُّ من الرِّضابِ.

خُذي ما كانَ من أحلامِ عُمري
وما يكفيكِ من فرحِ اقترابي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى