ليبقى الود نهرًا مطردُا

✒️ صَالِح الرِّيمِي :

الإنسان بطبعه لا يستطيع العيش مفردًا؛ فهو بحاجة ماسة وضرورة ملحة لأخيه الإنسان بتكوين العلاقات لبناء الصداقات السوية، إما بالتواصل أو التعامل المباشر أو العيش أو السكن معًا، والفطرة السليمة تستهجن الانطواء وتأبى الانعزال التام..
والأجمل من ذلك كله إذا تفارقت الأبدان، فإن الجانب الخُلقي يبقى ولا يذهب بعد الفراق، بتذكر محاسن الطرف الآخر، وستر عيوبه وعدم نسيان فضله، وهذه قاعدة من القواعد السلوكية الأخلاقية النبيلة التي تدل على عظمة هذا الدين وشموله وعظمة مبادئه.

ومن رحمة الله عزوجل أن جعل النسيان أمرٌ جِبِلّي، ليس بوسع الإنسان دفعه؛ إلا أن ديننا جاء بالتأكيد على عدم نسيان الفضل، والمراد به هنا الإهمال وقلة الإعتناء بالطرف الآخر..
وفي حياتنا صنوفًا من العلاقات البشرية كالعلاقة الزوجية أو القرابة أو المصاهرة أو في وظيفة أو عمل أو صداقة وزمالة أو مع الجيران أو غيرهم.

لذا حثنا ديننا بضرب أروع الأمثلة في الوفاء، وحفظ العشرة، بقاعدة جميلة في تعاملات حياتنا في قوله تعالى: “ولا تنسوا الفضل بينكم”، لحفظ الحقوق، وتصافي القلوب، والتخلص من الضغائن والأحقاد وأغلال النفوس..
فإذا عرف الناس الفضل فيما بينهم سهُل على المذنب الاعتراف بالذنب، وسهُل على من له الحق أن يعفو، بخلاف ما إذا أصبحوا لا يتنازلون عن حقوق ذواتهم.

*ترويقة:*
يقول ابن خلدون في مقدمته:
إن الإنسان اجتماعي بطبعه، وهذا يعني أن الإنسان فطر على العيش مع الجماعة والتعامل مع الآخرين، ولا يستطيع العيش وحيدًا منعزلًا عن الناس مهما توفرت له سبب الراحة والرفاهية.

*ومضة:*
لكي يبقى الود نهرًا مطردًا.! لابد أن تصاغ العلاقة الإنسانية بلون حضاري وأخلاقي وديني، قال الله تعالى: (وَلا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ).

*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى