قصة ومغزى :
✍ د- سحر بنت كامل رجب :
قصها لي أحد الأشخاص وطلبت منه أن أنقلها لكم ، على من يشار لهم يستحوا على فعلتهم الدنيئة ويعودوا إلى خالقهم ، ثم بر من كان سبب وجودهم في هذه الحياة بعد الله ، وسبب كل شيىء فيه الآن .
جارتنا مسنة هي وزوجها ، يؤسفني أن لهم من الابناء عشر من الجنسين ، ولا أجد راشد فيهم يعتني بهؤلاء المسنين ، وكلما حاولت أن أتدخل أجد الصد وقلة الذوق في الرد . فزوجتي تذهب وخادمتها للاعتناء بهم بعض وقت .. ما قولك في هذا ؟!
شكرًا لك أيها الجار وما تقوم به أنت وزوجتك من العناية والرعاية والاهتمام كلما سنحت لكم الفرصة بذلك ، جعله الله في موازينكم وأثقلها بالحسنات . باتت عجلة الحياة سريعة ولكن هذا ليس مبرر لفعلتهم ، كيف لهذه العجوز وزوجها المسن رعايتهم العشر وهم في سنٍ صغيرة ، والآن عندما احتاجوا لهم تركوهم للجيران ؟ أين الرأفة والرحمة والبر ؟ أليس بهم شخصٌ رشيد يتفاهم مع أخوته ويبدبروا لها خادمة ومصروف ؟ أمنت برب العزة ، كيف لهم أن يبرهم أبناءهم وهم على هذه الحالة مع من قاموا برعايتهم وعنايتهم وإسعادهم على حساب راحتهم ، لاأقول إلا لاحول ولا قوة إلا بالله إن لم يفيقوا من غفلتهم ، سيعاقبهم المولى عاجلًا قبل أن يكون أجلًا ، كيف يهنأ لهم بال وهذه حال والدتهم ووالدهم .. الدنيا عجلتها دوارة وكما تدين تدان هذا وعد رب العزة والجلال . استمر أخي في ما تقدمه من معروف وزوجته ولتغرس ذلك العمل الطيب في ابنائك ، دعهم يروك ويدعموك بالمساعدة ، شرح الله صدرك بالإيمان وفعل الخير .. ووفقك لما تحب وترضى .
وقفة : لا بد أن يعودوا لرشدهم قبل أن يعاقبهم الله في عدم بر ابنائهم لهم في المستقبل ، أو حتى حاليًا ، فالعقوق أصبح كثيرًا وبأشكال متجددة والعياذ بالله .
والله ولي التوفيق