(اليمن وسياط الزمن)

حسن القحل
١٣/صفر/١٤٤٥

يا نابشاً عن جراحٍ في خوافينا
وسائلاً باحثاً عمّا جرىٰ فينا
الحال ياصاح حال الشابعين أسٰ
لا الصمت يجدي ولا الآهات تجدينا
فلو علمت بما النفس من غصصٍ
بكيتَ دهراً فلا تسأل وتبكينا
فقد جرعنا كؤوسَ المر من زمنٍ
وكاسُنا لم يزل بالمر يسقينا
دع الجراحَ ولا تنكئ مواجعَنا
فما لها طبُ أو ترياقُ يشفينا
فالحال ياصاح مستورٌ بعافيةٍ
بظاهر الحال أمّا الحزن يطوينا
أين اتجهت رأيت البؤس مرتكزاً
بأوجه الناس إذ ذاقوا الأمرينا
من الغلاء ومن فقرٍ ومن عوزٍ
صرنا لحوماً وأيدي الوقت سكينا
ومن فجورٍ ومن فسق ومن فتنٍ
ومن تعرٍ وحال ليس يرضينا
ومن حروب وأرزاءٍ وأوبئةٍ
ومن شتاتٍ وتشريد الملايينا
ومن تحالف أذنابٍ وشرذمةٍ
تستهدف العرب والإسلام والدينا
من الأعادي في أنحاء عالمنا
من بيتوا الشر كي يمحوا مبادينا
ومن مغولٍ ومن غربٍ ملاحدةٍ
ومن طغاةٍ لصهيونٍ موالينا
وإخوةٍ في الخفا ساقوا الدمار لنا
وعصبةٍ حالفوا فرساً شياطينا
فهل رأيت أصيلاً باع موطنه
وساعياً في الخفا بالشر يردينا
وهل رأيت أبا يغتال أسرتهُ
ومُزهقاً أنفساً غُراً رياحينا
وهل رأيت أخاً قد باع إخوتهُ
وطامعاً غادراً يسعىٰ ليفنينا
فذاك ما لآح للأنظار في سبإٍ
وذاك ما حل في أقصىٰ يمانينا
تفاقمت وطأة الأوضاع في يمنٍ
وشبّ فتنتها قومٌ ملاعينا
فخاب من رام تغييراً لحلتها
ومن هوىٰ كحلها أعمىٰ لها العينا
وشُرِّدَ الاهلُ والأحبابُ في وطنٍ
وقُسِمَ الأهلُ والإخوان نصفينا
وأصبح الكل خسراناً بمعركةٍ
ما بين جرحىٰ وقتلىٰ في فريقينا
ومال كل جهولٍ نحو زمرتهِ
والغل في قلبه قد زاد ضعفينا
والظلمُ قد زاد والفكر السقيم أتى
والفقر ساد ومنه الكل شاكينا
وأنهكت أهلنا حرباً بلا هدفٍ
والجرح أمسىٰ بنار الحرب جرحينا
فلا إخضرارٌ بدىٰ للعين منظره
ولا ربيعٌ واثمارٌ لجانينا
بل كل شبرٍ بدىٰ للعين محترقاً
وكل بيتٍ به ثكلىٰ وناعينا
والكل مفتقدٌ للأمن في بلدٍ
كانت أماناً لقاصينا ودانينا
وأصبح الكل لا أهلٌ ولا سكن
وخاسر شرفاً بإسم الموالينا
فلعنة الله تغشىٰ كل طاغيةٍ
ومستحل دماً أجرىٰ مآقينا
ولعنه الله أضعافاً مضاعفةً
لخائنٍ وطناً وطاعن فينا
ومن حوىٰ الكيد والأحقاد ينفثها
في كل باب وفي شتىٰ الميادينا
ونسأل الله أن يهدي أحبتنا
ويدحر الله أعدانا وباغينا
وينصر الحق في شامٍ وفي يمنٍ
علىْ كلاب وأذنابٍ وطاغينا
ويحفظ الله حكامٌ لنا برزوا
بالحزم والعزم كي يبقىٰ تآخينا
حماهم الله قواهم وسددهم
ووفق الله من للخير ساعينا
ثم الصلاة علىٰ المختار من مضرٍ
خير البرايا إمام الرسل هادينا

تعليق الأستاذ/
محمد حسين حمدالله أستاذ اللغة العربية بالجمهورية اليمنية…. على هذه القصيدة
ماشاااءالله عليك أخي ابو قاسم
إسترسال وإسهاب مبهر ومثمر للأمانة….
هذه ليست قصيدة فحسب بل محاضرة شعرية توعوية وإرشادية ولوحة تقريرية شاملة للأوضاع في بلاد العرب والإسلام وخصوصا ما يجري في نبض العروبة وضميرها الواعد اليمن….
وبعيدا عن الشعر ومحامده ومآخذه… يكفيك هذا الثراء المعرفي الديني والتاريخي وهذه الرؤى المتوهجة والمنيرة وهذا الفكر التوعوي والإرشادي…
أنت محاضر فطن قبل أن تكون شاعرا.. ووالله ما قلت إلا الحقيقة…. وفقك الله وأيدك
ودمت ودام هدير قلمك أخي ابو قاسم…وحفظك الله🌹
محمد حمدالله

Related Articles

Back to top button