سلمى الخضراء الجيوسي باحثة وأديبة وناقدة فلسطينية “2ـ2”
إعداد/ د. وسيلة محمود الحلبي
مؤلفاتها :
نشرت شعرها وكتاباتها النقدية (بالعربية والإنجليزية) في عدد من المجلات والدوريات وصدرت مجموعتها الشعرية الأولى “العودة من النبع الحالم” عام 1960.وأعدت وحرّرت بمشاركة زملائها وابنتها أكثر من 35 كتاباً باللغة الانكليزية، وأضحى ميدان عملها عالم القرون الوسطى في أعين المسلمين، لنقل الآثار المكتوبة بالعربية حول رؤية العرب للآخر عبر العصور وعن «المدينة في العالم الإسلامي»،
ولعل ترجمتها في مطلع الستينيات لعدد من الكتب الانكليزية ومنها كتاب «لويز بوغان»، إنجازات الشعر الأميركي في نصف قرن 1960، وكتاب رالف بارتون باري “إنسانية الإنسان” (1961)، وكتاب آرشيبالد ماكليش “الشعر والتجربة” (1962)، والجزأين الأولين من رباعيّة الإسكندرية للورنس داريل “جوستين” و”بالتازار”.
وإلى جانب الموسوعات الأدبية فقد حررت كتاب “تراث إسبانيا المسلمة” وهو مجموعة كبيرة من ثمان وأربعين دراسة متخصصة عن جميع مناحي الحضارة الإسلامية في الأندلس، كتب لها فيه اثنان وأربعون أستاذاً متخصصاً في أمريكا وأوروبا والعالم العربي، وقد صدر عن دار بريل ي هولندا عام 1992 في الذكرى المئوية الخامسة لنهاية الحكم الإسلامي في الأندلس، ثم أعيد طبعه عدة طبعات آخرها طبعة ورقية (1994).
بعد ذلك أشرفت على تحرير السيرة الشعبية الشهيرة “سيف بن ذي يزن” التي ترجمتها وأعدّتها لينة الجيوسي وتصدر عن دار جامعة إنديانا (1996). ونتيجة لهذه الدراسة خطّطت لإعداد كتاب شامل عن الثقافة واللغة والأدب في عصر ما قبل الإسلام وعقدت لهذا الكتاب ورشتي عمل في معهد الدراسات العليا في برلين في صيف 1995.
لها عدد كبير من الدراسات والمقالات النقدية المنشورة في عدد من الصحف العربية والأجنبية ، وحضرت عددا من المؤتمرات والندوات وشاركت فيها ببحوث متميزة .وعضو الهيئة الاستشارية لشبكة مرايا .
لها كتاب “السرديات العربية القديمة”، وهو الأول من نوعه في أيّ لغة لكونه يتابع نشوء القصة عند العرب وتطورها.
وكتابها عـن الأندلس (الحضارة العربية الإسلامية في الأندلس). صدر سنة 1992 لتكريس مرور خمسمئة سنة على سقوط الوجود الإسلامي الرسمي في الأندلس ثم عملت بعده على كتاب صقلية بمساندة من مؤسسة محمد بن راشد في دبي وأنجزته
أولها كتاب “حقوق الإنسان في الفكر العربي” ، والحضارة العربية الإسلامية في الأندلس″ والسرديات العربية القديمة” والحضارة العربية الإسلامية في صقلية” والمدينة الإسلامية” والقدس مدينتي”
سلمى الخضراء الجيوسي هي نسيج وحدها من خلال تجربتها المديدة، وانتمائها العضوي للثقافة العربية، إذا ما أخذنا بالاعتبار كتابها الهام «الاتجاهات والحركات في الشعر العربي الحديث» بوصفه «سفراً نقدياً تأريخياً، أكثر نزاهة للشعر العربي»، يغطي تطورات الشعر العربي من أوائل القرن التاسع عشر، إلى سبعينيات القرن العشرين، بل يمكن اعتبار الأنطولوجيات التي قدمتها «الجيوسي» على مدار ثلاثين عاماً إلى الانكليزية أعمالاً ريادية وموسوعية .
حصافة الناقدة !!!
استطاعت سلمى الخضراء الجيوسي بفضل ذائقتها واعتمادها على مجموعة بارزة من الأكاديميين الباحثين في الأدب العربي في بريطانيا والولايات المتحدة أن تحقق طموحها في إنجاز مجموعة من المختارات والأعمال لتطوير معرفة القراء الغربيين المحدودة بتقاليد الأدب العربي وتأريخها للتطور القصصي والروائي العربي،
لكن شخصيتها الناقدة رفدت كل جهد توثيقي أو تحليلي، وتجلت في أغلب دراساتها عن الشعر العربي، ومن أهم النقاط التي أكدت عليها في نقدها للشعر والأدب هو أن للفن شروطه الخاصة في التغيير، فمع أن المؤثرات الخارجية قد تلعب دوراً غير قليل – كما ترى الجيوسي – في التأثير على الشعر مثلاً، إلا أن هذه المؤثرات ليست العنصر الحاسم في التغيير الذي يطرأ على التقنية الشعرية،
وليس غريباً أن يواكب إنتاجها، بل منجزها مفكرون عرب وغربيون من أمثال عزيز العظمة وروجر آلن وعبد الواحد لؤلؤة، وكلوفيس مقصود وسواهم كثير، فقد رأوها من أرفع الشخصيات الأدبية في زماننا، وهي في جوهرها شخصية نهضوية ملتزمة بالدور الإشعاعي للأدب العربي، وما تكريسها للثقافة العربية إلا لتضمن لهذه الثقافة حضوراً إنسانياً على صعيد عالمي، وأن تجعل لقيمها الشمولية شيوعاً أصيلاً،
امرأة خاضت في عالم الرجال بنجاح وتفوقت على أكثرهم، لا حدود لأحلامها، سيدة تذهب إلى المستقبل دون ادّعاء لتصنع لحظة إنسانية مليئة بشرف المعرفة غير عابئة بالتهميش أو مكوثها وحيدة بمدينة كمبردج الأمريكية، لكنها تجمع حولها العالم كله بتفاؤل إرادتها وبما ترهص به مشاريعها الجديدة والغنيّة لتظفر بمجد مستحق، وبعرفان لا ينضب بمنجزها، وهي تسعى لإكمال رسالتها برؤية خصبة وبإرادة ثابتة .