رائج

الخطوط الفاصلة بين التصوف الصحيح والممارسات الخاطئة

بقلم الدكتور/ أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية

 

 

نميل بفطرتنا السوية النقية إلى التصوف النقي الصحيح؛ باعتباره منهجًا إيمانيًّا وتربويًّا عظيمًا، ذلك أن غاية التصوف الصحيح تكمن في: (ربط الخلق بالحق جلَّ وعلا).

 

وإن السير إلى الله تعالى ينير لنا الطريق، وينمي في قلوبنا ونفوسنا معاني وأسرار: الزهد، والورع، والرحمة، واللين، والتواضع، والإحسان، وجبر الخواطر، وحب الصالحين، واستدامة ذكر الله تعالى، والصلاة والسلام على نبيه العظيم (صلى الله عليه وآله وسلم) وفقه مقاصدها وأسرارها والعيش في أنوارها.

 

ونقرأ للأولياء والأصفياء والصالحين عند زيارتهم سورة الفاتحة، وندعو الله لهم ولنا بالرحمات وسموق الدرجات.

 

وتعلمنا من ديننا الحنيف ومن مبادئ التصوف الصحيح وأصوله أننا لم نطلب مَددًا أو عونًا يومًا من وليٍّ مات ورحل إلى ربه الكريم، ومن ثمَّ لا يستطيع أن ينفع نفسه أو غيره؛ إذ لا يقدر على جلب النفع ودفع الضر إلا الله سبحانه فقط.

 

بل إننا لن نطلب العون، والسند، والمَدد، والدَّعم، والتأييد، والتوفيق، إلا من الله جلَّ في علاه.

 

ولم ولن نتمسح بمقصورة ولي، أو نُقبِّل أعتابَ ضريح،

أو نطوف حول قبر -حاشا لله- ذلك أن الطواف لا يكون إلا حول الكعبة المشرفة فقط شرفها الله.

بل إننا ننبه على خطأ مثل هذه الممارسات وخطورتها التي تخالف السُّنة.

 

بيد أننا نقرأ سير الأولياء والصالحين، ونتعلم من أقوالهم وتجاربهم، ونطالع علمهم النافع؛ لنستفيد منه في هذه الحياة.

 

ونبغض خرافات المخرفين الذين ينتسبون زورًا إلى التصوف، ويشوهون صورته أمام الناس؛ بممارسات وأفكار وسلوكيات بعيدة كل البعد عن التصوف الصحيح، وربما بعيدة عن الدين نفسه.

 

ونحب الصالحين والمعتدلين، أصحاب الفكر السديد، الذين ينشرون الرحمة، والمحبة، والسلام في قلوب عباد الله وفي قلوب بلاد الله.

 

أما حبنا لسادتنا آل بيت سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فمركوز في وجداننا، وراسخ في قلوبنا، وفي كل يوم يزيد بفضل الله تعالى، وهو فرض وحتم على كل محب لسيدنا وسندنا حبنا وحبيبنا (صلى الله عليه وآله وسلم)… الذي حثَّنا على تدبر كتاب الله عز وجل، ورغَّب فيه، وحثَّنا على حب أهل بيته الكرام، وكررها ثلاث في قوله (صلى الله عليه وسلم): (…أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ في أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ في أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ في أَهْلِ بَيْتي…) (أخرجه مسلم).

 

هذه عقيدتنا، وهذا ما نؤمن به، وهذا هو التصوف الصحيح الذي نريده ونرضاه، ونأبى غيره ولا نرضاه، ولا مواربة لأحد أبدًا على حساب دين الله.

 

طالعوا أيها السادة كتاب: (الرسالة القشيرية) للإمام القشيري، وعندها ستجدون ما يريح قلوبكم، ويسعد نفوسكم، ويطمئن سريرتكم، ويوجهكم إلى الطريق الصحيح الذي ينبغي أن نسير فيه في هذه الحياة.

وبالله تعالى التوفيق

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى