هل الالحاد قادم لامحاله ؟

✍️ خالد بن محمد الفريجي :
مستشار أسري ومدرب معتمد

النزعة اللاحادية بدأت بالتغلل في اوساط الشباب وساعد في تسلله الفراغ الذي نتج من غياب التطرف والتشدد والأرهاب فأصبح الميدان مفتوحاً على مصراعيه أمام الموجات اللاحادية التي بدأت تلقى قبولاً لدى عدد لابأس من الشباب من الجنسين وإستغلال ذلك من قبل بعض رواد الفكر الألحادي الذين قاموا بنشاط هائل لتشكيك الشباب بدينهم وعلماؤهم وتأصيل فكرة أن التطرف والإرهاب صورة حتمية للتدين وتشويه وسطية الإسلام ما جعل بعض الشباب ينساق وراء هذا الرتم المتتابع للشبهات والقضايا الشائكة التي قام بطرحها علناً رواد هذا الفكر لمناقشتها ليس للبحث عن رأي الدين والعلماء فيها بل من اجل أن يتم مناقشتها من قبل الشباب دون وعي عبر منصات التواصل الاجتماعي للوصول الى نتيجة واحدة وهي أن الدين عبث وخرافة ووسيلة للسيطرة على الناس واستحضار تجربة الجماعات الدينية المتطرفة وغيرها وما صنعته في المجتمعات الإسلامية وهذا يقودهم الى أن يهربوا من التدين وبالتالي إنكار وجود الخالق بل وكرهه من قبل فئة مازالت تؤمن بوجوده .

هذا التيار الإلحادي وجد مناخاُ مناسباً بسبب زهد بعض العلماء والدعاة عن طرح هذه الشبهات علناُ ومناقشتها والرد عليها خوفاُ من الأثر العكسي لها وكان هذا مفيدا ً فيما مضى عندما كانت وسائل الأعلام وفق نسق معين وضمن سيطرة من الجهات المختصة لكن ذلك لم يعد مفيداً مع الاعلام المفتوح والفضاء الواسع والواقع الجديد الذي لم يعد لأي إنسان خصوصيته المعتادة بل أن العالم اصبح يشاركك تفاصيلك قسراً دون أن يكون لك أي قدرة ان تقاوم هذا الواقع الحديث .

وهذا خلق مساحات واسعة لكل مسيئ للدين في أن يبث شكوكه واهدافه الخبيثة عبر منصات التواصل الاجتماعي ويسرح ويمرح بحرية مطلقة فلم يعدهناك سلطة عليا على الاعلام وهذا ما جعل الألحاد يتغلغل دون أن يجابه بقوة فعلية تجابهه بالفكر والحوار والجدال المنطقي فالجبهة مازالت هشة امام تلك الموجات الإلحادية وعدم وعي بعض الجهات المناط بها مجابهته بحجم الكارثة القادمة ان لم تجابه بسياسات ومبادرات واعية وقوية قادرة على مقارعة ذلك بالحجة والموعظة الحسنة .

الألحاد هو من يقود محاولات بعض الشباب الى التمرد على القيم الاجتماعية من خلال مظاهر سلوكية بدأت واضحة على البعض منهم وهو ايضا يقود الى المثلية وحرية الاستمتاع بالجسد والحياة دون قيود وممارسة كل رذيلة متاحة لأن الدين في نظره مجرد خزعبلات وضياع وقت وهذه اخطر مرحلة تجعل من هؤلاء الشباب ينساقون نحو الخيانة بشتي انواعها ومن ذلك خيانة الوطن لأن ليس هناك أي اعتبارات تحكم فكره وتضبط سلوكه وهذا ما يريده رواد هذا الفكر لشبابنا .

ربما لا نجد الفكر الإلحادي ظاهراً في بلادنا لأنه لم يرتق لأن يكون ظاهره لكنه بدا واضحا ً في بعض الدول الأخرى لأنه يتغذى على البطالة والتشتت الأسري وضعف المناهج التربوية وغياب السياسات العدلية وسيطرة الحزبية والتكتلات الدينية المتضادة .

الحل فقط يكمن في ارتقاء العلماء والدعاة لمنابر تلك المنصات لمجابهة تلك الأفكار ومقارعة الحجة بالحجة والتورع عن ذلك غير محبب في هذا الوقت والاكتفاء بالجلوس بالمسجد وحلقات الذكر نمط لا ينفع مع شريحة كبيرة من الشباب التي تتواجد في مساحات البث المفتوح وغائبه عن منابر الوعظ والذكر .

نحتاج الى خطاب متوافق مع سطوة العصر ويرتقي لحجم الكارثة القادمة لاسيما وأن هناك تجربة ناجحة جداً في مجابهة التطرف والتكفير والارهاب ومن مكتسبات هذه التجربة تجعلنا نستطيع أن نجابه هذا التيار الذي تغلغل خلسة بين الشباب .

ومن خلال الأسرة وخطاب ديني فكري واعي وذكي نستطيع أن ننتصر فحجة الدين اقوى .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى