لاتكن خروفًا!!

✍️ صالح الريمي :

يقال؛ حينما يكون الزوج خدومًا لزوجته، رحيمًا بها، عطوفًا عليها، يقول لها “نعم” دون أن يجادلها، وحاضر دون أن يحاورها، يهز رأسه موافقًا على كل ما تقوله أو تفعله، فنحن إذًا أمام زوج يوصف اجتماعيًا بأنه رجل ضعيف الشخصية أو خروف..
ذكرني هذا الكلام بموقف لأحد الشباب، حيث كنٌا مجموعة شباب مجتمعين في إستراحة، وفجأه أحد الشباب اتصلت به زوجته وطلبت منه بعض مقاضي للبيت المهمة بأسرع مايمكن، وبعد أن أقفل السماعة، قال لنا شباب: أنا بمشي قلنا له إلى أين؟ قال: ساذهب لاشتري للبيت بعض المقاضي المهمة..
لكن بعضهم استلم الشاب طقطقه على رأسه وبأنه خروف، كيف يجعل زوجته تركب على رأسك؟ ولازم أنه يذهب بمزاجه ويرجع بمزاجه، ولايكن خروفًا!! دافعت عن الرجل وقلت للشباب هذه أمور خاصة بين الرجل وزوجته وهي مسائل شخصية ليس لنا الحق التدخل فيها.

السؤال هل أصبح التعاون والمساعدة للزوجة في الحياة الزوجية عامةً تجعل من الزوج خروفًا؟ بصدق منطق غريب ومضحك، فالزوجة قد نجدها طوال اليوم في جد واجتهاد في البيت، من تنظيف وغسيل وطبخ وتربية الأولاد، والزوج إذا ساعدها أصبح خروفًا!!
فكلمة خروف أصبح وصف يطلقه بعض الناس على الرجل يعني ضعيف الشخصية كما يروه، لكن في الأصل من يساعد زوجته رجل بمعنى الرجولة وطيب وكريم الخلق، ولا يحب المشكلات والنكد، وقد يكون أكثر رجولة من المتهكمين عليه، فكن أنت القائد الذى تحكم الأمور مع الأخذ بالمشورة الصحيحة بما يصب فى مصلحة الأسرة.

المرأة بطبعها ضعيفة، وبحاجة الى مصدر قوة مغلفة بالرحمة؛ لتشعر بأنوثتها، وبحاجة إلى رجل قوي يحميها في الحياة، ومحتاجة لقوة الرجل الرحيمة، فالشراكة الزوجية تعني أن يكون الزوج في قوته الرحيمة ليكون رمز الأبوة داخل الأسرة، حنونًا، طيبًا، متفهمًا، فالزوجة تحتاج لمن يتعامل معها بحب ورفق ولين، وكل وسيلة جميلة، وقدوتنا في ذلك الحبيب عليه السلام كما قال: (خيركم، خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي).

وكما قال صلى الله عليه وسلم: (واستوصوا بالنساء خيرًا)، و(رفقًا بالقوارير)، يعني يجب أن تعتني بها، فإذا تحطمت لم تعد صالحة للاستخدام، ولكن على النقيض بعض النساء يفهمن الموضوع بشكل خاطئ عندما تعتقد أن لين الرجل وتسامحه تعود لخرفنته، وبالتالي يضطر الرجل إلى إظهار الوجه الأسدي الذي لربما أنتهى بانهيار بيت الزوجية..
وللانصاف هناك حالات لبعض الأزواج حين يكون مطيعًا لزوجته، لا يخالف لها رأيًا ولا يرفض لها طلبًا، مطيعًا لها لأبعد الحدود، ولا يفعل شيئًا إلا بعد مشورتها، فتجد الزوجة تستغل طيبة الزواج.

*ترويقة:*
الخلاصة؛ الزوج عليه واجبات المفروض يقدمها لزوجته، والزوجة أيضًا عليها واجبات تقدمها لزوجها، والحياة الزوجية قائمة على الشراكة بين إثنين يعيشان تحت سقفٍ واحد، وليست دكتاتورية وضعف شخصية وخرفنه.

*ومضة:*
وما خرب بعض البيوت إلا كلمة خليك ذيب مع زوجتك ولا تصبح خروفًا لها! قال الشاعر عن النساء:
النساء رياحين خلقن لنا
وكلنا يشتهي شم الرياحيني

*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى