*التغيير يبدأ من عندك*

✍️ صالح الريمي :-

التفكير الإيجابي هو بداية طريقك للنجاح، وغالبًا ما يؤدى إلى الأعمال الإيجابية في معظم شئون حياتنا، وإذا ما أردت أن تعيش سعيدًا في هذه الحياة، فلا تحاول تغيير كل الحياة أو كل العالم، بل ابدأ مشروع التغيير في نفسك أولًا، وابذل جهدك عليه ومن ثم حاول تغيير ما حولك أو الحياة أو حتى العالم بقدر ما تستطيع، ومن هذه المقدمة انقل لكم قصة كتبت باللغة الإنجليزية، تم ترجمتها إلى الغة العربية واختصارها..
يقول الكاتب كنت في خط الانتظار لركوب سيارة من المطار إلى الفندق. فكان نصيبي سيارة في غاية النظافة، يلبس سائقُها ملابس غاية في الأناقة، نزل السائق من السيارة وفتح لي الباب الخلفي للجلوس، وقال: إسمي أحمد، وأنا سائقك هذا الصباح، ريثما أضع حقائبك في صندوق السيارة تستطيع أن تقرأ واجباتي المدونة في هذه البطاقة.

قرأت في البطاقة: أسعد الله أوقاتك: مهمتي أن أوصلك إلى هدفك: بأسرع طريقة، وأكثرها أمانًا، وأقلها كلفة، وبجو ودي مريح”..
ثم جلس أحمد خلف عجلة القيادة بهدوء، وقبل أن يتحرك بالسيارة نظر إليّ في المرآة وقال: هل ترغب في فنجان قهوة، لدي ثيرموس لقهوة عادية وآخر لقهوة بدون كافيين!.

فقلت مازحًا: شكرًا أنا أفضل المشروبات الباردة، فقال: مرحبًا لدي مياه غازية عادية، وأخرى بدون سكر، وعصير برتقال، فقلت أفضل عصير البرتقال، فناولني كأس العصير..
ثم قال: بسم الله، وبدأ المسير، وبعد دقيقة، ناولني بطاقة عليها قائمة المحطات الإذاعية وقال تستطيع أن تختار ما تريد أن تسمعه من الأخبار أو الموسيقى، أو الدردشة حول ما تراه في الطريق، أو عما يمكنك أن تزوره في المدينة، أو أتركك مع أفكارك، فاخترت الدردشة.

وبعد دقيقتين، سألني عما إذا كانت درجة التبريد في السيارة مناسبة، ثم قال إن لدينا حوالي أربعين دقيقة، فإن شئت القراءة فلدي جريدة هذا الصباح ومجلتا هذا الأسبوع..
قلت له يا سيد أحمد: هل تخدم جميع الزبائن بهذه الطريقة دائمًا؟! فقال: للأسف بدأت هذه الطريقة قبل سنتين فقط، وكنت قبلها مثل سائر السائقين لمدة خمس سنوات، فمعظم السائقين سياراتهم غير نظيفة ومنظرهم غير أنيق، ويصرفون كل وقتهم بالشكوى والتشاؤم وندب الحظ.

وجاء التغيير الذي قمت به عندما سمعت عن فكرة أعجبتني أسمها: “قوة الإختيار”: وتقول: “بإمكانك أن تختار أن تكون بطة أو نسرًا: البطة تشكو بؤسها، والنسر يرفرف مبتهجًا، ويحلق عاليًا”، فقررت أن أمارس التغيير شيئًا فشيئًا حتى وصلت إلى ما ترى..
اليوم أنا أشعر بالسعادة، وأنشر السعادة على الزبائن، وتضاعف دخلي في السنة الأولى، وابشرك دخلي ارتفع هذا العام بأربعة أضعاف، والزبائن يتصلون بي لمواعيدهم، أو يتركون لي رسالة على الهاتف، وأنا أستجيب.

*ترويقة:*
*العبرة من هذه القصة:-*
فكرة عظيمة، فالتغيير يبدأ من عندك، بأن تتوقف عن أن تكون بطة تندب حظها وتكثر الشكوى، وأبدأ مسيرك لتكون نسرًا سعيدًا تحلق فوق الجميع، لن تحقق ذلك مرة واحدة، أبدأ الخطوة الأولى، ثم واصل المسير، خطوة خطوة، ولو خطوة واحدة كل أسبوع.

*ومضة:*
قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}، والتغيير الحقيقي يبدأ من داخلك، فالبيضة إذا كُسِرَت من الخارج انتهت حياتها أما إذا كسرت من الداخل فحياتها قد بدأت.حتى يغيروا ما بأنفسهم.

*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*

Related Articles

Back to top button