فتنة التاريخ
الشاعرة نادية نواصر _ عنابة / الجزائر
الاغاني القادمة من هندسة الكون
تكابد احتباس اللحن في مضيق اللغة
وكأن اللغة أنثى تمشط صباح ظفيراتها
الشعر الأشقر يمضي الى فتنة التاريخ
بإيماءة المتصوف يلقي عصاه في نهر الحكمة
الوافدون إلى صخب المساءات يتهجون تقاسيم النهارات
للراهن المتردد على فلسفة المعنى
للسنابل حديث العشيات الندية
وهي تعجن طين الرؤيا لتشكل ما انبلج عن فجر الاغاني الشفيفة
الراحلون على ممرات الجمر
كتبوا رسائل خيباتهم واستووا في صفوف الغياب
عند أول هزيع للخذلان
والوافدون إلى صخب السؤال يتهجون قطار العمر
في ممرات الحلم المؤجل
وعلى صهيل القصيدة يرتبون اوراق الرفض
لابسين عباءة الوقت وجبة القهر المبين
أيتها الطلاسم المتشكلة في رغوة البحث
الممزوجة بكيمياء الريح الهاربة إلى اللامعنى
كيف توغل كينونة الاشياء في اللاجدوى
ويظهر التاويل على شفاه الوردة المذبوحة بسكين الرغبة
الهندية الحمراء التي هيأت الارض لعاشقها
دست تحت وسادة الليل المفتون بآخر نجمة
كراسة الأساطير المنسية على صخر المحنة
واردت دانتيل الريح الصاخبة عند أول موسم للقطاف
نكون او لا نكون هي خطانا المكللة بالصندل والريحان والصبار
هل يأتي الخفق على شكل ضربة شمس؟
وهو يمشي إلى تفاصيل السؤال
ميراج خيول الجريئة باتجاه سيزيف الذي عشق صخرته
إذ اتماهى في تعب التدحرج
وهو يعيد نشيد الروح إلى الصدر المفتون بغوايات العراء
النازحون إلى فداحة اليقطين
ياتون على شكل الجرحى حين يناسبهم انين الروح
باحثين عن منفاهم الجميل في وطن بلا بحر، بلا مدن، بلا كل شيء
لا هوية للريح، لا طعم ولا لون، ولا رائحة، غير شكل الاوراق المتساقطة على جسد الطين
والطيور المحلقة خارج السرب تقول تفردها عند امتزاج الأبيض بالاسود
يا مرايا الوقت الجحود كيف نمضي إلى صفوة العمر
في ظل الذي غالط المعنى، وغافل النسيان