وداعا جابر الخواطر المستشار احمد الحمدان

✍🏻 – د سعود بن خالد المرزوقي

لله درك يا شيخ أحمد؟ ماذا فعلت في دنياك حتى تزرع كل هذا الحب في قلوب الناس؟
لم أتحدث مع أحد، أو يهاتفني صديق، إلا وعبرات الحزن تسبقه عن الرجل الطيب الذي عاش سنوات عمره يخدم الناس، يقدم الغالي والنفيس من أجل وطنه الحبيب، يتفانى في تقديم العون لكل من يطلب مساعدته، يشعرك في لكل لقاء يجمعك به أنه الأخ والصديق والأب الحنون.
كان المستشار أحمد بن عبد العزيز الحمدان جابر خواطر كل من حوله، لم تغادر الابتسامة الصافية وجهه الطيب سنوات طويلة، كان “طاقة نور” تضئ لكل من حوله، يزرع الحب والسعادة، ويمهد طريق الصلاح القويم أمام كل الباحثين عن العمل التطوعي.
سنوات طويلة والشيخ أحمد الحمدان “رحمه الله” يمثل الملاذ الآمن لكل من لديه مشكلة أو يواجه أزمة سواء من المحيطين به أو حتى من لا يعرفونه ويقصدونه في الخير، فقد كان نهرا لا ينضب في العطاء.
لقد جعله الله سبحانه وتعالى نصيرا للضعفاء، يترك لمسته الحانية على كل من يتعامل معه، يمسح دموع اليتامى والمساكين، ويجبر خاطر من يحتاجون إلى المساعدة، سواء من خلال عمله كمستشار اجتماعي ومالي أو عمله الخيري الخاص، ومن خلال الجمعيات الخيرية التي كان عضوا نشطا بها، أو رئيساً لمجلس إدارتها، فقد كان حضوره لحظة فرح لكل من يعرفه، ويقدر قيمته الكبيرة، التي حفرها في قلوب كل من حوله.
كان قربه من والدي رحمه الله سبباً في معرفتي له عن قرب، حيث كانت تربطه به علاقة مميزة جدا، وكان يعاملنا كأبناء له، ناصح صدوق لنا في كل المواقف، يساعدنا على مواجهة أي تحديات، ويفزع عندما يجزع أحدنا أو يواجه مشكلة.
مآثره لا يمكن أن تحصى، فقد كان شخصية عظيمة يندر أن يجود بها الزمن، فقد لمست عن قرب الطاقة الايجابية التي يتحلى بها، وحجم ايمانه بقدرات كل من حوله، ورغبته الدائمة في اسعاد الجميع، ومنع الضرر عنهم.
كان أبو خالد أحد صناع السعادة والحب في هذا الوطن، نموذج يحتذى للبر والعطاء، حكيم في تصرفاته، متزن في إدارته، صائب في أراءه واستشاراته، ملهم لكل من يعمل معهم، مؤثر جداً في كل من يعمل معه
رحم الله الشيخ أحمد الحمدان وألهم أبناءه واصدقاءه وذويه الصبر والسلوان، وأعاننا جميعاً على فراقه، فكم هي صعبة لحظات الفراق؟ والأكثر صعوبة ومرارة.. أن يكون الفقيد قامة شامخة، وركن أصيل في عائلة كبيرة تحتويك بحنانها، وتآثرك بأفعالها النبيلة ومواقفها النقية البعيدة عن الزيف والرياء، لقد كانت فاجعة الفراق كبيرة، حيث نحمل له حباً عميقاً لا تصفه الكلمات
راضون بقضاء الله وقدره.. ولا نقول إلا “إنا لله وإنا إليه راجعون”.

Related Articles

Back to top button