السياحة تثرى فى بلادي

ما بين لفتة وأخرى من بلدي عُمان حباها الله بالكثير من النعم ، يتوقف بنا قطار الحياة في مختلف المحطات ، غير أنها اليوم تختلف تلك المحطات لتتوقف بِنَا فى مدينة صلاله لنعيش بين معالم الطبيعة تحيط بِنَا الأماكن السياحية ، والتي يكاد لا يخلو كل شبراً من ارض الجنوب إلا وله تاريخ عميق وركن ممتد ، ببصمته ومكانته . حين تطرق ابواب الأماكن الطبيعية فى ظفار لتبحر بنا في ثمة ابواب تثرينا المعرفة ، وللبحث عن السياحة في صلاله عدة وجهات فهي متنفس للترويح عن النفس ، والمعرفة بالأماكن السياحية و المعرفة بالمناطق المحيطة بهذه المدينة الجميلة ، فينبغي على الزائر الكريم أن يلم بالطرقات والمداخل إضافة للأسواق الشعبية وغيرها بما يميزه المجتمع العُماني . فليست هذه هى الزيارة الأولى الذي اكتب فيها عن صلاله ولكنها الأولى التي جعلتني أهيم فى وصفها ، ومعرفة خفايا رونق طبيعتها الخلابة ، فهي تمتلك ثروات طبيعية لتكون متنفس لإدخال السرور فى القلب ليشعر من تحط رجليها بقيمة الأرض وجماليتها ، لنقف على المعالم الاثريه وبأن ما بناه الإنسان يبقى ترويحاً عن نفسه وبين معجبيه ، ولكن ما أوجدته الطبيعة هو متنفس للبشرية جمعا .
فكم استوقفتني الأماكن الجميلة والطرق الممتده بأعالي القمم الشاهقة ، فحكومتنا الرشيدة عملت كل ما لديها من اهتمام لتجعل من ظفار بلد سياحياً يستقطب جميع الجنسيات. حُطمت صخورا صلفاء كانت تعثر انسيابية الحركة إلى تلك القرى النائية ، وهيأت الحكومة الطرقات وسهلت حركة الانتقال من مكان إلى آخر .
ولعلنا نعلم بأن البناء لا يتأتى من العدم بل هناك خطط ترسم ، وتنفذ لرقي المجتمعات لتسير الحياة على أبهى حلتها.
كم أذهلني تطوير الجسور و شبكات الطرقات على امتداد طولها . لا شيء مستحيل ولا توقف أمام العزم والإرادة ، فأهل صلاله أمضوا قدما للحفاظ على الطبيعة ، وجعلوا من شجرة اللبان شعاراً منذ الأزل، وسخروا جل طاقاتهم للحفاظ على الهوية. فقد حضيت المعالم السياحية باعتناق الحكومه واعتنت بطبيعة الجبال وصومعتها لتزدان مناظرها الخلابة . غير أن هناك الكثير والكثير الذي تتميز به مدينه صلاله حيث أنها تعد أول أكبر مدينة من حيث عدد السكان وثاني أكبر مدينة من حيث المساحة وأول أكبر مرفأ بحري فى الجزيرة العربية ، وتوجد بها عدة عيون ، وابرزها عين ارزات وعين أثوم وعين طبريق وعين جرزيز وعين جبل كور ، ويوجد بها اضرحة تاريخية من بينها ضريح النبي عمران وضريح النبي أيوب بالإضافة إلى آثارها التاريخية ،ومن أمثالها قرية سمهرم وأثار البليد وحصن طاقة كذلك اسواقها التاريخيه كسوق صلاله المركزي وسوق الحصن وسوق الحافة وسوق الذهب ، اضافه إلى وادي دربات ووادي النحيز وكثير من المناطق السياحيه مثل : مرباط ، رخيوت ، مدينه الحق ، الحصيله صحلنوت ، طاقه ، وتوجد فيها عدة شواطئ ، شاطى المغسيل ، الدهاريز ويعتبر شاطى الدهاريز من أجمل الوجهات السياحية ، المتميز بمناظره الساحرة وأضيفت له لمسات شبابية ومتحف آثار البليد ليحكي لنا عن ارث خالد ينقش فى ذاكرة التاريخ ، حيث أن سوق الحافه يرفل بمزاياه لتتوشح قلادته الذهبيه وويبقي اسما يرفرف فى الأفق ليجمع بين الماضي والحاضر .
حمد بن سعيد بن سالم المجرفي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى