*قديمك نديمك*
✍🏻 صَالِح الرِّيمِي :-
قديمك نديمك: هذا المثل يعني أن الشئ القديم الأصيل الذي تعلقت به من الصعب أن يغنيك عنه الجديد مهما كان بريقه، وهذا المثل ينطبق على الأشياء والأشخاص، بمعنى لا تنسى أصلك وفصلك في زحمة الحياة خاصة مع التقنيات الجديدة التي سحبت الناس إليها..
اليوم أحد الشباب أرسل لي مقطع فيديو صوتي لإحدى الأناشيد الإسلامية القديمة، وعند سماع الأنشودة مع رؤية صورة الشريط الإسلامي تذكرت والذكرى مؤرقةٌ، تذكرت الزمن الجميل والماضي الأجمل، فتلك الحقبة هي حقبة جيل عمالقة الإلتزام الحقيقي في الدين .
بكل صدق وأمانة كنّا نعيش زمن جميل، وصحوة دينية وأخلاقية ذات قيمة عالية، كزمن السلف الصالح في الإلتزام بالدين وتعاليمه، وقتها كان الشريط الإسلامي هو الفيصل وله أثر كبير في تقويم سلوكنا وتهذيب نفوسنا ونبل أخلاقنا
في العلاقات الإنسانية الحاضرة المباشرة أو من خلال مواقع التواصل الإجتماعي قد تكثر علاقاتك وصداقاتك، لكن ليس هي الأجمل والأمثل كعلاقاتك الإنسانية السابقة، لذا لا تتناسى أصدقائك القدامى اللذين عاشروك في كثير من المواقف الجميلة والنبيلة، وواجهوا معك الحياة بخيرها وشرها.
بالتجربة ومن وجهة نظري الخاصة ومن خلال علاقاتي وتواصلي، وجدت أن كثيراً من حالات العلاقات الإنسانية الجديدة لا يكون فيها خير ووفاء وصدق كما كان في العلاقات السابقة، فالقديم، له قيمة معنوية للإنسان مع مرور الزمن..
ولا يجب التخلي عن ماضيك كلياً، فإن فعلت قد تشعر في وقت من الأوقات بالندم على تركِ الماضي الجميل مهما كانت المستجدات المحيطة بك براقة وزاهية، لكن وفقاً لظروف الحياة الحالية، قد تستدعيك مواكبة العصر من خلال تغيير بعض العادات أو الأشياء العينية أو حتى بعض الأصدقاء.
*ترويقة:*
قديمك نديمك، هذه العبارة لا تزال تستخدم حتى يومنا الحالي، لتبين أن القديم يمتاز بالجودة ويبقى النديم الوفي حتى وإن حل محله الجديد، وغالباً ما يعود الشخص إليه من باب الحنين إلى الماضي الجميل، حتى وإن مر عليه زمن، لكنه يصبح ويمثل تراث بالنسبة لنا كحاضر.
*ومضة:*
النديم هو الصديق المحبوب، والنديم القديم الأصلي الجميل، لذا يجب التمسك بالجذور التي نشأ عليها الإنسان مهما واكب الحاضر لتبقى أصوله ثابتة.
*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*
