الخبير الكشفي “محمد مصطفى” المعين الذي لا ينضب
✍️مبارك بن عوض الدوسري
@mawdd3
في حياتي الكشفية مررت بعدد كبير من القيادات الكشفية، كل منهم له ما يميزه؛ وكثيراً منهم استفدت منه وأدين لهم بذلك؛ لكن يتبقى ثلاث شخصيات تفرددت بالنسبة لي بالكثير؛ وأحرص اشد الحرص إذا قابلتهم أن استثمر كل ثانية في الحصول على المزيد مما لديهم من علوم ومعارف وخبرات؛ أولهم الراحل الكبير القدوة منذر سعد الدين الزميلي (ابو الحبّاب) الذي أنتقل الى رحمة الله عام 2021 متأثراً بإصابته بفيروس كورونا؛ وثاني تلك الشخصيات القائد رفعت السباعي نائب المدير الإقليمي – مدير إدارة الطرق التربوية في المنظمة الكشفية العربية؛ الذي هو خبير المكتب الكشفي العربي ويرتكز المكتب على الاستفادة القصوى مما لديه من معلومات متوافرة عن المنظمة الكشفية العربية والمكتب الكشفي ، وما يمتلكه من خبرات فردية لم يبخل بها على أحد؛ الأمر الذي جعل جميع من عمل معه وهو يريد النجاح أن يستثمر ما لديه الاستثمار الأمثل وتحويله إلى قوة إنتاجية تسهم في تنمية أداء الفرد، ورفع كفاءة عمل الشخص سواء في لجنة، أو إدارة ، أو مفوضية أو جمعية أو اتحاد أو هيئة .
أما ثالث تلك الشخصيات وهو ما أنا بصدد الحديث عنه ، والذي دعاني إلى كتابة تلك الأسطر فهو القائد محمد محمد مصطفى رئيس مجلس إدارة المركز الكشفي العربي؛ المفوض الدولي السابق للاتحاد العام للكشافة والمرشدات في جمهورية مصر العربية؛ والعضو السابق في اللجنة الكشفية العربية؛ والذي التقيته مساء الأربعاء الماضي 19 يوليو 2023 في أحد الفنادق بميدان التحرير بالقاهرة ؛ والحديث عن تلك الشخصية يطول كثيراً فهو من القدرات القيادية التي تلهم الشباب وتبحث عنهم ويدرك ان تمكين جدارات ذلك العنصر هو الأصل وهو الأقدار على مواجهة التحديات المتسارعة لما يمتلكه من مواهب وقدرات وهو التوجه الذي أريد أنا شخصياً وأطالب به دوماً؛ وثاني ما يميز شخصية القائد محمد مصطفى أنه لا يبخل بتقديم الاستشارة الإدارية في الأنظمة الكشفية العربية والعالمية فهو مُلم بكل الأنظمة واللوائح المتعددة في مسمياتها ، الواسعة في شموليتها، وتضم بين أكنافها الشيء الكثير الذي لا يمكن أن تجد تفسيره إلا عند من هو بمثل شخصية القائد محمد مصطفى .
أتذكر أن جلست معه كثيراً عام 2014 أثناء انعقاد المؤتمر الكشفي العالمي الأربعين في مدينة ليوبليانا عاصمة جمهورية سلوفينيا، وكان من ضمن حديثه الذي لا أنساه: “يجب علينا أن نمنح الآخرين الذين سبقناهم كل ما لدينا من خبرات؛ يجب علينا أن ننقل للشباب الأفكار والمعلومات التي لدينا بطرق سلسة وبمهارات اتصال عالية ، يجب أن تكون غايتنا نقل تلك الخبرات والمهارات اليهم بأسلوب منهجي منظم ، حتى نجعل منهم جزءاً فاعلاً لا متلقياً لنصل بهم إلى مرحلة التميز”.
أنقل هذا الكلام بعد عودتي من القاهرة لعمق إيماني بالرسالة النهضوية، خاصة ونحن نقف على أرض صلبة بوجود هؤلاء الخبراء أمثال القادة رفعت السباعي ومحمد مصطفى؛ وأنه قد حان الوقت أن نستثمر ما لديهم من مهارات باتباع أحدث الأساليب في نقلها إلى الجيل الجديد من أجل كشفية عربية أفضل.
حفظ الله الجميع وجعلهم خير معين لتطوير كشفيتنا العربية التي هي أحوج ما تكون إلى مثل هؤلاء من أبنائها وخبرائها البررة.