أنا، وعليشة
عليشة هي أميرة زيلاشية عاشت قديما بأصيلة، بنى لها أبوها برجا عاليا كانت تطل منه على الروابي، والتلال المحيطة بالمدينة الجميلة، كانت تحب الأهالي، وتغذق عليهم بالعطايا، وتعطف عليهم، هذا البرج لازال إلى يومنا هذا إنه برج القمرة، والقصيدة من وحي الخيال.
أنا، وعليشة.
أنا وعليشة،
كنا نتعاهد على أحلى كأس..
نغرق في نبيذ الشفتين.
نامت عليشة على صدري،
عديدا من السنين..
ونحن نحاول مرة أخرى..
أن نولد من جديد.
بيني وبين عليشة،
أساطير، وحكايات..
أحاول أن أترجمها..
إلى كل اللغات.
أظنكم تعرفون عليشة ؟
كل من كان يعرفها..
يخر ساجدا لجمالها..
يشمر في محراب..
عينيها العسليتين..
وينادي للصلاة.
كل من كان يعرفها،
يدعو لها بطول الحياة..
كانت رحيمة بالأهالي،
صادقة في وعودها وفية.
لكن أصبحنا ها هنا اليوم،
غريبين معا..
بعدما كانت سمشنا..
تحضننا كل مساء..
وترسم على شفتي المدينة..
قبلة كل مساء.
وكانت حين تغيب في السماء،
يأخذ مكانها القمر..
لينشر الضياء.
كان يجمعنا الحب،
والسكينة والعطاء.
لكن اليوم لم يبق..
لدينا ما نعطيه،
فقد أخذوا كل شيئ..
أخذوا أراضينا..
أخذوا بيوتنا..
أخذوا عقول أبنائنا..
أخذوا صحتنا وأحلامنا.
لكن ومع ذلك لازالت لنا..
أرجل نمشي بها..
وأيادي يمكن أن نبطش بها..
وأفواه نهجو بها..
أو نغني ونعزف بها..
لصباح جديد.
حميد الحراق.