التأثير الإيجابي على الآخرين والاتفاق معهم

✍️عبدالرحمن بن عبدالله اللعبون

المرء منا في تواصل دائم مع من هم حوله، سواء كانوا قريبين أم بعيدين، ونظرا للتفاوت في البيئات والثقافات فإنه سيكون هناك حيزا كبيرا من تنوع الرؤى ووجهات النظر مما يتطلب البحث عما يُحدث من التقارب ما يكون به الانسجام والاطمئنان، وأي شخص عادي في المجتمع يستطيع أن يختلف مع الاخرين، ولكنك تتطلب رجلا عظيما لكي يزيل العوائق ويتفق مع الآخر، وخصوصا حينما يكون الآخر متباين عنك في فكره وطرحه تباينا كبيرا، لذا لكي تتقدم في هذه الحياة بصورة سليمة وتحفظ عليك مسيرتك التي تخطط لها فلا بد وأن تتقن فن الاتفاق مع الآخرين، وهذا يتطلب منك أن تكتسب وتتعلم مهارات هذا الفن الراقي وتمرن عقلك وتطور في داخلك شخصية تتناغم مع الآخرين بشكل طبيعي، وتعبر لهم بطريقة واضحة ومريحة بأنك متفق مع ما يقولون وما يشيرون إليه.
من أهم لغات وإشارات التواصل هي لغة الجسد، فاحرص على أن تجعل جسدك يتكلم بعدة طرق كأن تهز رأسك كعلامة الاتفاق، وأن تنظر إلى المتحدث، وأن تردد بعض الكلمات والعبارات مثل هذا صحيح، إننا متفقون على هذا، معك حق في هذا، هذا رأي صائب، وغيرها من المصطلحات التي تخدم هذا الغرض، واحذر أن تقول للآخر بأنك غير متفق معه إلا أن يكون هذا ضروريا وفي نطاقه الضيق، وعندما يتبين لك أنك كنت مخطئا نتيجة استعجال أو سوء فهم كن شجاعا ولا تتردد واعترف بخطئك، وقلها بأعلى صوتك المعنوي والهادئ المسموع، وليكن هذه ديدنك دائما لتكتسب صفة المصداقية، وليرتاح من يتعامل معك فتكسب علاقتكما صفة الاستمرارية، فالاعتراف بالخطأ يتطلب رجلاً عظيماً وشجاعاً والناس يحترمون من يستطيع أن يقوم بذلك وينفذه، وكلما كان هذا الاعتراف في حينه كان أقوى لذاتك وأجود في استمرار الحديث والنقاش والوصول إلى الغايات الجيدة، والمجادلة لا توصلك إلى أي نتيجة مرضية حتى لو كنت على صواب، بل تحمل في طياتها الضجر والتذمر وتدعوا المرء إلى ارتكاب بعضا من خوارم المروءة، وتذكر دائما أن أفضل وسيلة لكسب جدال هو تجنبه، وفي تعاملاتك وحوارات ستصطدم بعدد من الأشخاص محبي الصدامات ومثيري الشغب، فاعمل على احتوائهم واستيعابهم، فهم يفتشون عن أقل الأسباب لافتعال النزاع والاقتتال، وإن لم تستطع ذلك فعليك أن تجتهد في أن بأن تتحاشى الاحتكاك معهم، فذلك يجعلهم منعزلين عنك فتنطلق بعدها في فضائك الرحب .

Related Articles

Back to top button