*اشفعوا تؤجرا *
✍️ صَالِح الرِّيمِي :-
عندما كنتُ طفلًا قدم لي أحد معلمي خدمةً، فقلت له كيف استطيع رد الخدمة، فقال اعمل عمل مثلي واخدم شخصًا آخر، وهناك قصص معاصرة كثيرة فيها كثير الإحسان والبذل والمعروف، وكلها تؤكد أن الخير باقٍ إلى قيام الساعة كما أبلغنا رسول الله صلى الله عليه وسلم..
واعجبني قول أحدهم: “كان أبي يشتري من الباعة الذين يعرضون بضائعهم أمام المسجد وعلى الأرصفة، وأعرف أنه ليس محتاجًا لها، ثم يبقيها في السيارة ويبعثها مع السائق أو بنفسه لأناس لا نعلم بهم، أهُم من الأقارب أم من الأباعد؟.
وكما تدين تدان، ليس فقط في الانتقام؛ كما تدين تدان حين تجبر خاطرًا، وتزيل همًّا، وتسعد نفسًا، وسيأتي اليوم الذي يُردُّ لك جميلك أضعافًا، ومن العبارات الجميلة التي ما زالت راسخة في الذهن، عبارة؛ «من سار بين الناس جابرًا للخواطر أدركه الله في جوف المخاطر»..
وفي قضاء حوائج الناس لذة لا يعرفها إلا من جربها، كما أنّ فيها من تفريج الكرب وتيسير الأمور مع الأجور ما لا يعلمه إلا الله، والناس للناس في كل عصر وزمان، وبعضهم لخدمة بعض، والله تعالى قسم بين العباد أرْزاقهم ومعايشهم، ورفع بعضهم فوق بعضٍ درجاتٍ، {ليَتَّخِذَ بعضهُم بَعْضاً سِخْريّاً}.
*ترويقة:*
أعتذر ممن حاولت مساعدته ولم أنجح في ذلك..
أعتذر ممن أرسل حالة إنسانية ولم أستطع نشرها..
أعتذر من كل أخ واخت وعزيز وغالي أثقلت عليه وأزعجته بكثرة الحالات الإنسانية..
أعتذر من كل مجموعة خالفت قوانينها وخرجت عن قواعدها..
اجتهدت فيها أستطيع بالدلالة على الخير، فإن أصبت فمن الله عزوجل وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان..
وأعتذر منكم جميعًا على تقصيري وتقبلوا إعتذاري ….
*ومضة:*
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اشفعوا تُؤجَرُوا»، وقال ابن بطال رحمه الله: والمعنى: اشفعوا يحصل لكم الأجر مُطلقًا، سواء قُضِيت الحاجة أو لا.
*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*