قصة حقيقة

‏رجل ذهب الى إحدى المطابخ الشعبية وطلب من صاحب المطعم أن يذبح له خروف مع بعض الخضار والفاكهة بمعنى أن يجهز له وليمة فاخرة بلوازمها على أن تكون جاهزة غدًا ظهراً لأن لدية ظيوف من أهلة سيزورونه قادمين من بلد آخر، طلب صاحب المطبخ 1500 ريال ثمن لطلبة فاعطاه المبلغ وذهب، في الغد عاد الرجل الى المطعم في الموعد المحدد من أجل استلام ذبيحته ولكنه فوجئ أن المطعم مغلق!!مع وجود لافتة تفيد أن المطعم مغلق بأمر البلدية فصُدم الرجل لأنه لم يتبقى لدية وقت ليبحث عن حل آخر خاصة وأن ضيوفه أصبحوا مع أهل بيته واستأذن منهم لتجهيز الغداء!! وقف الرجل مذهولاً يفكر في حل!! بينما هو حائر في أمره!! كان هناك رجل في أواخر الستينات من عمره يجلس على كرسي وخلفة المحلات التجارية والتي من ضمنها المطعم الشعبي المغلق حيث أخبر الرجل الستيني صاحب الخروف كيف جاءت البلدية فجأة هذا الصباح وأغلقت المطعم بسبب خطأ وجدته بداخله ليرد علية الثاني بالموقف المحرج الذي وقع فيه بسبب هذا الإغلاق!!
‏قال له الرجل الستيني لا عليك هذا بيتي واليوم طابخ خروف وقد أصبح جاهزًا تعال معي وخذه معك ومر البقالة على طريقك وخذ ما تريد من الفاكهة وأبشر بالخير أمرك سهل بإذن الله، شكرة الرجل غير مصدق وذهب معه مسرعاً لبيته وأخذ الخروف ومر البقالة وذهب إلى بيته وهو فرح بعد أن مرّت وليمته على خير دون أن يشعر ضيوفه بشيء وكيف أن الله أنقذه بفضل هذا الرجل، بعد فترة ليست بالقليلة تذكر الرجل صاحب الخروف فذهب ليكافئه على معروفه، ذهب الى الحارة لكنه عجز عن تذكر بيته حيث ان الحي قديم ومكتظ بالبيوت المتشابهه وعاد حزيناً لأنه طرق أكثر من باب ولم يكن أحد منها بيته حتى أنه لا يعرف له اسم فكل ما كان بينهما حديث لدقائق معدوده وموقف نبيل ناداه خلالها بكلمة يا عم.
‏لتمضي 6 سنوات عاد خلالها أبن الرجل الستيني والذي أصبح في السبعينات من عمره للبلاد بعد تخرّجه من إحدى الجامعات في الخارج والذي طرق باب أغلب الجهات الحكومية بعد عودته لتعينه في وظيفة ولكنه وجد أن الأبواب كلها مرصودة في وجهه! قال الشايب لأبنه لا عليك أعطني أوراقك وبإذن الله أنا أبحث لك عن وظيفة، في الصباح ذهب الشايب إلى إحدى الوزارات وبينما هو جالس ينتظر في مقر الوزارة باحثاً عن وجه يتوسّم فيه الخير وأن يساعدة، وإذا برجل قبل أن يهم داخل المصعد يقف عنده ويسلم عليه ليسأله عن حاجته فأخبره سبب وجودة وقال لا عليك أصعد معي ثم أدخله مكتبه وأخذ الأوراق منه وقال له أنتظرني ولا تذهب مهما تأخرت حتى أعود لك، كان هذا الرجل مدير مكتب الوزير ودخل على وزيرة وقال له رجل شايب في مكتبي يريد تعيين أبنه في الوزارة وهذا الشايب صاحب معروف قديم معي وحكى له قصة الخروف والوليمة وكيف أن هذا الرجل البسيط أعطاه خروف بيته لينقذه من الفضيحة أمام ضيوفه وقد حاول أن يبحث عنه ليرد معروفه ولكنه لم يجده وها هو الله سبحانه وتعالى يسوقه له ليرد جميلة!
‏ذُهل الوزير من القصة ومن شهامة الرجل وموقفه الطيب وقال له عيّن أبنه وأعطه مني شيك بمبلغ 100 الف ريال تقديراً مني له لموقفه النبيل معك! خرج مدير المكتب فرحاً بموقف وزيرة من القصة وذهب ليبشر الشايب بتعيين أبنه مساعداً لمدير مكتب الوزير!
‏فرح الشايب بالخبر ثم دنى منه وقال له ياعم ما تتذكر قبل كم سنه صار كذا ثم حكى له باقي القصة فتبسم الشايب شاكراً ربه على انه جازاه على معروفه .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى