‏‎*عرفتُ في حياتي سبعة*

✍️ صالح الريمي :-

قف يارجل واستقم وارفع القبعة لامرأة أحبت سبعة، تقول أنها عرفت في حياتها سبعة من الرجال وبهم لا أخجل وهم رجال كُمَّل في نظري وحبهم في مهجتي لا يذبُل، وكل واحدٍ له محبةٌ وقصة تُروى ولا تُمَلِّل..
هذه المرأة كانت شاعرة، وقد أنشدت شعرًا في حبها لسبعة من رجال أمام مجموعة من النساء، وذكرت سبب حبها لكل واحدٍ منهم، لكن كلامها عن آخرهم الحبيب السابع، أبكاني في الوصف والإبداع، ووقف القلب والعقل اجلالًا وتقديرًا واحترامًا لأمثالها، ونعم النساء هي، وإليكم الأبيات:

قالتْ عَرَفتُ في حياتي سبعةً
مِنَ الرِّجال وبهم لا أخجلُ

هُمُ رجالٌ كُمَّلٌ في نظري
وحبُّهُمْ في مُهجتي لا يذبُلُ

وكلُّ واحدٍ لهُ محبَّةٌ
وقصَّةٌ تُروى ولا تُمَلِّلُ

أولُهمْ هو الذي تفتحت
عيني على رؤياهُ والمُدَلِّلُ

مُذْ كنتُ في لُفافةٍ وليدةً
يحملُني يضُمُّني يُقَبَّلُ

يشري ليَ الحلوى لأرضى والدُّمى
وكُلَّ ما أريدُ ليسَ يبخَلُ

فذاك يبقى مَثَلي الأعلى أبي
ووالدي وهْو الحبيبُ الأولُ

يَليهِ شخصٌ كنتُ مَعهُ طِفلةً
نلعبُ نلهو عنْ هُمومٍ نَغفَلُ

وقد حوانا قبلُ بطنٌ واحدٌ
لنا سريرٌ واحدٌ ومنزلُ

نقضي معاً أوقاتَنا، نبكي معاً
نضحكُ في براءةٍ ونأكلُ

ذاكَ ابنُ أمي وأبي ذاكَ أخي
صديقُ عُمري في الورى المُفَضَّلُ

وقد أتاني ثالثٌ جعلني
أميرةً في بيتِهِ أُكَلَّلُ

فارسُ أحلامِ الصِّبا يأخذُني
على جوادهِ، الفتى والبَطَلُ

تجمعُنا مودةٌ ورحمةٌ
والعشقُ فوقَ دارِنا يُظَلِّلُ

ذلكَ زوجي وأبو العيالِ لا
أرضى بغيرهِ حِبّا لا أُبَدِّلُ

ورابعٌ قد انتظرتُهُ على
تشوُّقٍ بلهفةٍ أُأَمِّلُ

بطني له كانَ الوعاءَ تسعةً
مِنَ الشهورِ بالعناءِ أحمِلُ

وضعتُهُ شممتُهُ أرضعتُهُ
ربيتُهُ وَهْوَ صغيرٌ طِفْلَلُ

ذلكِ ابني فلذةٌ من كبدي
يفديهِ قلبي والحشا والمُقَلُ

وخامسٌ رضيتُ فيهِ لابنتي
زوجاً يصونُ العِرضَ ليسَ يُهمِلُ

واخترتُهُ لِخُلْقِهِ ودينِهِ
وفي اختياري لا أَراني أُخذَلُ

فإنهُ كابني وما ولدتُهُ
أوصي ابنتي به ولا أُثَقِّلُ

حَماتُهُ أنا وفي حِمايتي
ذلكَ صِهري وهْوَ نِعْمَ الرَّجُلُ

وكانَ من صِهري أو ابني سادسٌ
قد جاءَني في نسبٍ يتَّصِلُ

قُرَّةُ عيني وهو أغلى في الدُّنا
مِنْ وَلَدٍ كما يقولُ المَثَلُ

فَهْوَ امتدادٌ لي وفيهِ رَحِمي
تبقى وذِكري إنْ طواني الأجَلُ

ذاكَ حفيدي وابنُ إبني وابنتي
فخري وعزي حينَ عنهُ أُسألُ

ثُمَّ أتتها عَبرةٌ فاغرورقتْ
بالدمعِ عيناها كسَيْلٍ ينزِلُ

فأمسكتْ عَنِ الكلامِ فترةً
يغلبُهاالبُكاءُ ليستْ تُكمِلُ

قُلنْ لها : وأينَ صارَ سابعٌ
وقد سكتِّ عنهُ أهْوَ المُهمَلُ؟

قالت : معاذَ اللهِ فهو ساكنٌ
في مُهجتي ، لكنْ يحارُ المِقوَلُ

جعلتُهُ مِسكَ الخِتامِ آخراً
حتى يطيبَ في لساني العسلُ

أفضلُ سبعةٍ وما رأيتُهُ
بلْ وَهْوَ خيرُ الخلقِ وهو الأجملُ

أحبُّهُ ولا أُلامُ في الهوى
فهو حبيبُ اللهِ والمُبَجَّلُ

وكيفَ لا أحبُّهُ وقد اهتدى
بهديه الشامصون الضَّلَلُ

ذاك حبيبي إنه محمدٌ
خيرُ النبيينَ الذينَ أُرسلوا

أرجو بأن يجمعني ربي به
أُحشَرُ في زُمرتهِ وأدخُلُ

صلَّى عليهِ اللهُ دوماً أبداً
ما سبَّحَ الخلقُ أو هُمْ هلَّلوا

*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*

Related Articles

Back to top button