مواساة…

الكاتبة / سلوى خلفان المقبالي

يؤتكم خيراً مما اخذ منكم، لطالما جاء عوض الله غزيراً كريماً، يُنسيك كل مرارة تذوقتها،يأتيك كمكافأة على صبرك وتجلّدك ، هو لا ينسى امنياتك التي سكنت فؤادك ، قد يؤجلها قليلاً لتنمو بصورة اكمل وأجمل،حتى اذا جاءتك جاءت مبهرة تغمرك بالسرور والحبور،سيرضينا الله بما هو اكمل وأعظم سيواسينا بعد حرقة الشعور وبحة البكاء،سيمهلنا من الوقت مايكفي،لكي نرمم شتات ماتبقى من حزن قلوبنا،فعندما تغرق في بحر اليأس تذكر رجفة الفؤاد حين الإيماء،فنحن لا ندري اي ارض واي قلب واي قرار هو خيراً لنا ، فلا ينساك الله ولو ظننت انك بالكاد تتحمل الحياة ، يأتيك باليسر والفرج في ذلك الوقت الذي تشعر فيه إنك على شفا حفرة من السقوط فالله اذا أراد بك خيراً تعجبت من طريقته حتى إنك لا تعلم متى وكيف حدث ذلك، فالله يعلم مالا نعلمه ويسوق لنا رحمته ولطفه من حيث لا نحتسب ،وبطرق لا تخطر على بالنا فقد يسوقها لنا شخص او قول او موقف او تحقيق امر،تضييق بنا الارض ومن فيها فتنزل رحمة من الله تطبطب على كل مخاوفنا وتضمد كل جراحنا وتملئ بالأمل والرضا وتعوضنا عما فات ومضى،وتأكد كل التأكيد ان الله لا يأخذ منك شيئا الا لو كان سيؤذيك ولا يحرمك من شيئا الا لو كان ذلك الشيئ خسارة لك وليس مكسب ،ويبتليك لتدرك قيمة ماتمتلكه ،وليعوضك فيما بعد ، كل شيئ عند الله بميعاد وأسباب وترتيبات كثيرة كلها تحدث لصالحك ،فقط لصالحك ، تستعجل شيئا وتستكشف فيما بعد ان كل مايحدث لك ليس من فراغ ،وليس سوء حظ كما تسميه ،بل هو كرم من الله الكريم فيك، طريق الصبر نهايته جبر مهما طال ،فقط سلم أمورك لله وتوكل عليه وراحة بالك لن تفارقك مهما ضاقت بك الحياة.

Related Articles

Back to top button