*الطلاق أبغض الحلال عند الله فاحذروه*
✍️عبدالعزيز محمد أبوعباة
إن الله عز وجل شرع الزواج لغاية عظيمة وهي تحقيق العبودية لله عز وجل وحفظ النسل بين بني البشر لإعمار الكون، وإشباع الغريزة الفطرية حتى لا يقع في إفساد الحياة بخلط الانساب والعيش حياة البهائم والأنعام فالحياة الزوجية كما نعلم ليست مجرد وسيلة شرعية لإفراغ شهوة الإنسان فقط بل هي أسمى من ذلك بكثير فهى سكن ومودة ورحمة بين الرجل والمرأة ولهذا وجب عليهما أن يتقيا الله عز وجل ويكونا عونا وسندا لبعضها البعض في مسيرة حياتهما، ولا يجور أحدهما على الآخر بل كل منهما ملاذا آمناً للأخر فباستقرارهما تستقر الحياة وتعيش الأسرة في سعادة وراحة بال، ولكن احياناً لا تسير الحياة وفق رغبة الزوجين فهناك عواصف تهز اركان البيت فتنسفه نتيجة للخلافات الزوجية ، وهذه الخلافات إذا لم يتم السيطرة عليها فإنها تتحول إلى جحيم يؤدي إلى تدمير عش الزوجية فيحدث الطلاق الذي ينعكس سلبا على حياة الزوجين والأولاد ، فبعد أن كان البيت ملاذا آمنا للأسرة يتحول إلى بركان من المشاكل التي تحكي عن معاناة يصعب حلها .
ويعد الطلاق تجربة قاسية قد تتسبب بالأذى والتعب النّفسي والجسدي للمرأة والرجل، وقد يؤدي إلى إصابة احدهما أو كليهما بعدة أمراض مثل العزلة والاكتئاب والتوتر والقلق التفكير المضطرب والتردد في اتخاذ القرارات السليمة التي تقودهم إلى بر الأمان ، كما يسبب الطلاق للأطفال حالة من الضّياع والصّدمة النفسيّة ويصبحون أكثر عدوانيّة وأقل تركيزًا في المدرسة، مما يؤدي إلى تدني تحصيلهم العلمي، والتعرض للتحرش الجنسي وتعاطي التدخين والمخدرات وهذا السلوك قد يؤدي إلى انحراف الأبناء وسلوكهم سلوكيات مضرة تضر بالفرد والمجتمع .
ولتفادي الوقوع في الطلاق وتعرض المجتمع لآثاره المدمرة على المجتمع ، يجب على الراغبين في الزواج من إحسان اختيار الزوجة بحيث أن يكون التوافق بينه وبين وزوجته توافقا ثقافياً ومادياً واجتماعياً، وأن يدرك أن الحياة أخذ وعطاء، ومسؤولية ، واحترام متبادل بين الزوجين كما انصحهم بأهمية تلقي الدورات التدريبية حول كيفية التعامل بين الأزواج، ومناقشة المشكلات الناتجة عن ضغوطات الحياة بصورة مهذبة وبأخلاق يغلب عليها الهدوء والمحبة والرغبة في الوصول إلى حلول تنهي المشكلة بعيدا عن المشاحنات والتدخلات التي تأتي من هنا وهناك وبخاصة من الأصدقاء أو الاهل المعروفين بصب الماء على الزيت ، وتجنب التلفظ بالطلاق لمجرد الخلاف ومحاولة امتصاص كل ما يؤدي إلى تدهور الوضع وتفاقمه وذلك بالوضوء والصلاة، وحلها من دون تدخل أي طرف آخر وأن تعقدت الأمور وخرجت عن السيطرة يمكن الاستعانة بشخص حكيم يتميز بالعقلانية والهدوء.
وإن التزم الطرفان بهذة النصائح فإن احوال الاسرة ستؤول إلى الاستقرار والاستمرارية سائلين العلي العظيم أن يوفق كل زوجين إلى ما يحبه الله ويرضاه ويبعد عنهم السوء والشحناء والبغضاء، انه ولي ذلك والقادر عليه .