(فات الأوان) قصة وجع
✍️مرشده فلمبان
بين ركام الذكريات الأليمة.. يعج خافقها بألوان من التعب النفسي.. صراعات دامية تهز كيانها.. تحدث صديقتها الوحيدة وصندوق أسرارها.. حافظة لكتاب حياتها.. ماذا تحكي لها عن شجنها وآهاتها..؟
أي صديقتي.. تدرين تمامََا كم عانيت.. تعلمين حين كنت في عمر الزهور.. لي أحلامي وأمنياتي..
تعلق قلبي برفيق صباي.. لم أجرؤ على البوح بمكنون قلبي.. ومصارحته بمشاعري..
كنا نتلاقى يوميََا كل صباحاتي الجميلة في طريقي إلى مرستي.. بما أننا بنفس الحي.. تصافح عيناي عينيه بكل معاني الخجل والصمت والحذر..
أقتادتني أسرتي إلى منصة الإعدام النفسي.. زوجوني لرجل لم يكن بيننا أي تفاهم وانسجام..
ودعت حارتي التي شهدت أحلى لقاء صامت مع رفيق دربي وحلم حياتي.. ودعت أحلامََا كانت تجيش في خاطري كأي فتاة صغيرة.
آه ياصديقتي إنه حبي الأول في زمن الإستحالة الذي عشت من أجله سنوات عمري الضائعة بين دياجير الذكريات المؤلمة..
مازال صدى صوته الهاديء يسكن خافقي و مسمعي.
نعم تزوجت راغمة بكى من أجلي الجميع.. في ليلة معتمة بكى فيها القمر.. تتوارى أضواؤه في ليلة ظلماء.. بكى فيها قلبي.
آه من حب فارقته دون بوح لمشاعري تجاهه..
وفي طريقي إلى بيت الزوجية رددت أغنية من أروع ماتغنى بها صوت الأرض (فات الأوان ياحبيبي.. مكتوب مانت نصيبي).
ومن خلال سنوات الغربة بحثت عنه في أرجاء قضيتي.. وكأن محكمة الحياة خبأت عني وجوده..
توالت الأيام والسنوات.. ومازلت أتقصى حضوره.. ولكن شاءت الأقدار أن تطوي في دواخلي صراعات من التوهان.. وغيبوبة اللحظات..
أساهر الفكر في ليالي السهاد.. أبكي عمري الضائع.. أبكي أحلامي المغتالة في طيات العمر المجروح.. وعمري المذبوح يلهث خلف أماني جوفاء.. حزني على حب عمري يكويني.. وفوات العمر يضنيني..
أغسل جراحاتي بدموعي..
أغطي وجعي بوشاح ابتسامة مبتورة.. صفراء كأوراق شهر أيلول.
ليت حبيبي يشعر بوجعي!!!