رائج

الاحتفال بوضع حجر الأساس لإحياء مسجد نيجني نوفغورود عاصمة منطقة حوض الفولغا

بعد أيام من إعلان الرئيس بوتين رفضه النيل من مقدسات المسلمين وزيارته لمنطقة دربند ومعالم إسلامية بداغستان تقديرا للروس المسلمين

 

 

كتبت – حسناء رفعت

برعاية سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين رئيس الادارة ةالدينية لمسلمي روسيا الاتحادية ومجلس شورى المفتين لروسيا، وبحضور محافظ مقاطعة نيجني نوفغورود غليب نيكيتين وعدد من كبار الضيوف من الشخصيات الحكومية والرسمية والمجتمعية ورجال الدين وجموع غفيرة من المواطنين، احتفل صباح اليوم 09 يوليو في عاصمة مقاطعة حوض الفولفا نيجني نوفغورود، بوضع حجر الاساس لتشييد واحياء مسجد “المعرض” في مدينة نيجني نوفغورود، الذي يُعد من المعالم التاريخية والاثرية الهامة في تاريخ الامة الاسلامية في روسيا.

تاريخيًا، كان مسجد “المعرض” يقع في ساحة المحمدية في مدينة نيجني نوفغورود، على قطعة من الارض كانت تشغل بما يعرف بالسوق أو “المعرض”، وهو من أوائل المساجد الحجرية التي شُيدت في روسيا، حيث يعود بناؤه إلى عام 1817 بناءً على المرسوم الصادر من الإمبراطور نيكولاس الأول على حساب خزينة الدولة، واستمر وجوده حتى عام 1930.

اكتسب مسجد “المعرض” شهرةً واسعة حيث كان يرتاده عدد كبير من المسلمين خاصة خلال أيام الصيف، حيث كانت المنطقة تشهد نشاطاً تجارياً منقطع النظير خلال موسم الصيف، وكان رواد مسجد ” المعرض” في نيجني نوفغورد من كبار الشخصيات التي كانت تمثل النخبة التجارية والاقتصادية في روسيا بأكمها. اضافة إلى العديد من كبار الشخصيات من التجار التي كانت تأتي من الدول الأخرى بقصد التبادل التجاري.

ونظراً لأهمية هذه السوق التجارية ” المعرض” في الحياة الاقتصادية، كان التجار يطلقون عليه اسم “جيب روسيا” وذلك لاهميته في التبادل السلعي وتميزه في نجاحه كمركز للتعامل المالي، حيث يعدُ من أكبر المنصات التجارية والمالية للتعامل مع دول الشرق الإسلامي، وخاصة مع تركيا وبلاد فارس.

ولعل سوق ” المعرض” في نيجني نوفغورود كانت منطقة تجذب اعداد كبيرة من مسلمي روسيا، من بينهم كبار التجار والصناعيين، والعمال المشتغلين في هذا المجال حيث كانوا يتوافدون إلى هذه المنطقة للعمل بشكل موسمي وكانوا من العمالة المشهود لها بالمهنية العالية والحس بالمسؤولية.

وبعد فترة وجيزة من افتتاح المسجد، سرعان ما بدء سوق “المعرض” في نيجني نوفغورود ومسجده في اجتذاب رجال الدين المسلمين وكبار المثقفين والشخصيات المجتمعية وتحول المسجد إلى مكان لعقد اللقاءات والاجتماعات والمناقشات حول قضايا الساعة التي تهم حياة الأمة المسلمة. وفيما بعد استطاع بعض النشطاء في المجال الاجتماعي التعاون مع عدد من المحسنين الذين أخذوا على عاتقهم رعاية بعض المشاريع التعليمية، وتعزيز الاتصالات والعلاقات التجارية.

وتقدم مسلمو مقاطعة نيجني نوفغورد بمبادرة فكرة إعادة تشييد مسجد ” المعرض” في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وبدأت الإدارة الدينية لمسلمي مقاطعة نيجني نوفغورود العمل مع السلطات في المدينة لاحياء هذا المسجد.
وبفضل مساعي الزعيم الروحي لمسلمي روسيا سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين، لقي هذا المشروع الدعم والمساندة، حيث اقترح سماحته أن يتزامن مشروع إحياء مسجد “المعرض” في نيجني نوفغورود ضمن الفعاليات الاحتفالية بالذكرى الـ 1100 للاعتماد الرسمي للإسلام من قبل شعوب بُلغار الفولغا (922-2022).
وقد حظيت هذه المبادرة بدعم نائب رئيس وزراء الاتحاد الروسي، رئيس اللجنة المنظمة للاحتفالات المكرسة لاعتماد الرسمي للإسلام من قبل شعوب بُلغار الفولغا (922-2022)، حيث يتم اعادة تشييد مسجد ” المعرض” تحت رعاية المفتي الشيخ راوي عيد الدين بدعم من محافظ مقاطعة نيجني نوفغورود جليب نيكيتين ورئيس جمهورية تتارستان رستم مينيخانوف.
ويُعد إحياء مسجد “المعرض” في نيجني نوفغورود أحد الرموز الدالة على تطوير علاقات الشراكة المتنامية بين روسيا الاتحادية مع دول العالم الإسلامي.

YouTube player

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى