أول كذبة
✍️منى حسن – جمهورية مصر العربية :-
الكذب آفه إنسانيه لا ينبغي أن يتصف بها إنسان وهناك حديث شريف حثنا على عدم الكذب فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنه وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا… وقال تعالى “إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون” فهي حقا صفه مذمومه والكاذبون نوعان…. أولهما يكذب من أجل الكذب فقط هو كاذب بالفطره لا ينطق صدقا قط وشيئا فشيئا لا تستطيع تصديقه فى أى ما يقول والكل يعرفه بمرض الكذب إلا هو يظل يحلف بالأيمانات المغلظه أنه صادق وهو غير ذلك…. فهذا ميت حي لا أمل في شفائه إلا إذا تاب وأناب فهو مبتلى بكذب مرضى ليس له سبب….. أما النوع الثاني فهو موضوعنا اليوم وهو الكاذب المضطر للكذب بسبب الخوف والرهبه من نتيجة قوله الصدق لأحدهم…. فقد تجبرك الظروف إلى الكذب ولا تستثني نفسك وتقول أبدا لن أكذب مهما حدث…. فأنت لم تضع نفسك مكانه حتى تشب وتقول هذا……. هناك طفل حكي لي وهو يبكي كيف بدأ بأول كذبه فيقول:أمي كانت تعطيني ساندوتشات لأفطر بها في فسحة المدرسه وأحيانا كنت لا أجد طاقة لي لأكلها فأطعم بها غيري من زملائي أو أرميها وعندما علمت أمي ضربتني فخفت منها وأخفيت عنها أني أرمي طعامي وكذبت عليها وقلت أني أكلتها فكانت تغبطني وتشتري لي الحلوى في طريق عودتنا للبيت… في بادئ الأمر تألمت لأني عليها كذبت ولكن شيئا فشيئا تعودت ويكفيني احتفالها بي وبكذبي….. وذكرت فتاه أخرى أول كذبه فقالت ظهرت نتيجة أحد إختبارات المدرسيه ونقصت فيها درجات كثيره فقام أبي بتعنيفي وضربي… فأخذت قرار لن أعطيه ورقة اختباراتي مره أخرى… فكنت أقوم بتغيير الدرجات فأجعل الخمسه تسعه وهكذا فإرتحت من صراخ أبي وضربي…. وقالت زوجه عندما كنت في بيت أبي لم أكذب قط لأن أبي كان يثق بي ثقه كبيره فكنت هادئه ومتفوقه دراسيا وأميل إلى البيت أكثر من الخروج فلم يكن هناك سبب لغضبه مني او أنفعاله علي ثم تزوجت وأنجبت وكبر أبنائي وأصبحوا شباب وكان زوجي مع الأسف يختلف عن أبي إختلاف كبيرا فكان عصبي.. حاد الطباع.. يرفض كل شئ من أجل الرفض فقط… ليس لديه أسباب مقنعه لهذا الرفض فإذا أراد أحد الأبناء الخروج مع الأصدقاء يرفض بشده رغم أنهم أصبحوا في مراكز مرموقه وكبارا ومحترمين ولكن لأنهم لازالوا في بيته وتحت سطوته كان يرفض أي طلب لهم ووضعت الزوجه في حيره هل تتماشى مع الزوج وتكون ضد أبنائها وتفقد ثقتهم ولن تعرف عنهم شئ وبالطبع لن يرضخوا لتحكمات أبيهم الغير مبرر أم تكون معهم ضد تحكمات الزوج وهي تعلم أن خروجاتهم بريئه ومشروع وتكسب ثقتهم وتعرف دخولهم وخروجهم ففضلت أن تكون مع أبنائها حماية لهم وثقة بهم.. فوقعت فريسه للكذب على أبيهم رغم أنها تتلوي ألما كلما كذبت لأنها لم تتعود الكذب بل وتمقته ولا تحب أصحابه…. الخوف والرهبه تحولنا إلى كاذبون رغما عنا.. لو فكر كل واحد لديه سلطه على الغير أن ضغطه النفسي عليه يؤذيه أذا كبيرا وفي النهايه لن يصل إلى هدفه لأن لكل منا إراده حره مستقله… لسنا عبيدا كي نطيع طاعة عمياء… فأدعوا نفسي وغيري إلى التفكير مليا فيما نفعله بالآخرين وألا نجبرهم على الكذب علينا.. لأن ممارسة الخوف والإرهاب تؤدي حتما للكذب… فعلينا تنشئة جيل صادق وسوي… فالنفس البشريه تكره بطبيعتها السويه الإنحراف والكذب فلما نجعل الآخرين كاذبين؟