“هذا الميدان ياحميدان “!!

أ.د. عبدالكريم الوزان

مثل يتردد في العراق ودول الخليج أكثر من البلدان الأخرى. ويراد به التحدي أو استنهاض الهمم وتفعيل الشيم أو التنبيه أو الاستهزاء أو التجربة وحسب واقع الحال.ويستشهد بالميدان لأنه مكان الاختبار الحقيقي حيث تصدق الأفعال ويظهر معدن الانسان . وفي مصر مثل على شاكلته ولكن بعبارة أخرى (المية تكذب الغطاس). في حين يماثله باللغة العربية الفصحى ” في الامتحان يكرم المرء أو يهان”.
أما قصة حميدان فكما هو متناقل بيننا اسم شخص كان يفتخر بقوته وشجاعته في قريته، حتى صادفه شخص قوي البنية مفتول العضلات طالبا منازلته. فأصيب حميدان بالذهول وعقدت الدهشة لسانه وتخاذل من المواجهة، فلما أيقن انه سقط في يده ، بدأ بالتحجج وتقديم أعذار واهية ، للتهرب من منازلته، مما أدى الى استهجان من كان متواجدا ساعتها من السكان فاستخفوا به بالقول: لقد كنت تدعي القوة بلا منازع، فقم اذن لخصمك .. و’هذا الميدان ياحميدان!!.
اليوم ماأكثر (الحميدانات) الذين لايجرؤون على اقتحام الميدان حتى بات الناس “يسمعون جعجعة ولايروا طحينا”.
فليس كل من تحدث عن الدين هو ملتزم به وبإصوله . وليس كل من قال انني انتمي للبلد الفلاني يحمل قيم وأمانة هذا البلد. وليس كل من ارتدى ثوب الشرف والعفة هو شريف ونزيه بالفعل. وليس كل من صال وجال في سوح اللغة وانتقى أبلغ الكلمات في الحديث والخطاب وتحدث عن الوطنية هو وطني . ولا كل من ترنم بكلمات الحب هو حبيب بالفعل انساب الوجد عبر شغاف قلبه وتلظى بناره واعتصر فؤاده وطال سهده وتاه عقله واشتد به الجوى .وليس كل من حصل على لقب علمي فهو عالم أو جدير بأداء مهمته العلمية كما ينبغي. و..و.
لقد علمتنا الحياة ان التجربة أكبر برهان و….هذا الميدان ياحميدان!!.

Related Articles

Back to top button