سمو أمير الشرقية وسمو نائبه يوديان صلاة عيد الأضحى المبارك مع جموع المصلين بالدمام

الشرقية – فتحيه عبدالله :- 

أدى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة الشرقية صباح اليوم الأربعاء صلاة عيد الأضحى المبارك مع جموع المصلين في جامع خادم الحرمين الشريفين بالدمام  . 

وأم المصلين الشيخ عمر بن فيصل الدويش مدير عام فرع وزارة الشئون الاسلامية والدعوة والارشاد بالمنطقة الشرقية، حيث قال في خطبته الأولى “في يوم عرفة، اليوم المشهود، وقف حجاج بيت الله الحرام على اختلاف ألسنتهم وألوانهم وبلادهم في صعيدٍ واحد، منكسرين بين يديه يرجونه غفران الذنوب وقبول العمل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمُ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟) رواه مسلم ، ولأن رحمة الله واسعة وفضله عميم، فإن غير الحاج ممن لم يشارك في هذا المنسك العظيم، يناله من الأجور والثواب وغفران الذنوب حينما يوفق لصيام يوم عرفة، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله يكفر بصوم يوم عرفة السنة التي قبله والسنة التي بعده  . 

عباد الله، وها نحن اليوم نحتفل بحلول عيد الأضحى المبارك فاحرصوا في هذا اليوم على إدخال السرور على أرحامكم وأقاربكم ومعارفكم وعموم الناس، فإن من أجل الأعمال عند الله سرورٌ تدخله على قلب مسلم. عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرورٌ تدخله على مسلم، تكشف عنه كربه، أو تقضي عنه دينًا، أو تطرد عنه جوعًا، ولأن أمشي مع أخٍ في حاجةٍ، أحب إلى من أن أعتكف في هذا المسجد -يعني مسجد المدينة- شهرًا، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يُمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه يوم القيامة رضا، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يقضيها له، تثبّت الله قدميه يوم تزول الأقدام). تفقدوا المحتاجين المتعففين الذين لا يسألون الناس إلحافًا، وأعينوهم على نوائب الدهر، وخففوا من آلامهم، امسحوا على رؤوس اليتامى وأطعموهم من طعامكم، تلين بذلك قلوبكم، وتُقضى به حوائجكم، أنظروا المعسر وتجاوزوا عن المسيء واغفروا للمخطئ، وتفاءلوا بكل خير، واستمتعوا بحياتكم فيما يرضي الله، وأحسنوا الظن بالله فإن الله عند ظن عبده به  . 

تجنبوا الغضب فإن الغضب يورث كل نقيصة، وعليكم بالصبر فإنه دواء (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب). بروا آبائكم وأمهاتكم، واحرصوا على غاية البر بهم والإحسان لهم، فإن رحيلهم عن الحياة من أثقل اللحظات التي يعيشها الإنسان، ويبقى البر بهما بعد رحيلهما بالصدقة عنهما والدعاء لهما، بروا أباءكم تبركم أبنائكم  . 

وفي الخطبة الثانية قال الشيخ الدويش :عباد الله، من الأعمال الصالحة في يوم النحر التقرب لله تعالى بذبح الأضحية، وبذل المال طاعةً لله تعالى، وتُعرف الأضحية بأنها اسم لما يذبح بسبب العيد من الإبل والبقر والغنم يوم النحر وأيام التشريق تقربًا إلى الله تعالى، وأفضل زمن لذبحها ضحى يوم العيد، ولذلك سميت بالأضحية.
عباد الله، الأضحية مطلوبة في وقتها من الحي عن نفسه، وله أن يشرك في ثوابها من شاء من الأحياء والأموات، وبعض الناس يظن أنها مشروعة للأموات ابتداءً، وهذا خطأ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم كانوا يضحون عن أنفسهم وأهليهم، والميت لا تضحي عنه ابتداءً؛ لأن ذلك لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد ماتت خديجة رضي الله عنها وعمه حمزة في حياته ولم يثبت أنه صلى الله عليه وسلم ضحى عن واحد منهما، فإن أوصى الميت بأضحية وترك مالًا فيجب على القائم على الوصية تنفيذ ذلك. ولابد من الاعتناء باختيار الأضاحي، والتأكد من سلامتها عن العيوب، فإن ذلك من تعظيم شعائر الله الدالة على التقوى (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)  . 

واضاف : عباد الله، إن الرعاية والعناية والحرص الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وسمو ولي عهده الأمين للحرمين الشريفين، والخدمات الجليلة التي يشاهدها العالم بأسره حرصًا على تسهيل أداء مناسك الحجاج لبيت الله لهي صورة مشرفة من التعظيم والتسهيل لهذا الركن العظيم من أركان الإسلام، فنسأل الله كما زادوا هذا البيت تشريفًا وتعظيمًا وإجلالًا، أن يزيدهم الله رفعة وتمكينًا وإجلالًا، ويبارك في أعمارهم ويدفع عنهم كل سوء، ويحفظهم بحفظه ويكلئهم برعايته، والدعاء موصول لكافة القطاعات المدنية والعسكرية التي سخرت الإمكانيات والطاقات لخدمة حجاج بيت الله الحرام، إننا نشاهد السكينة والطمأنينة في كافة المشاعر، والنجاح الباهر في التفويج ليعطي دلالة على قدرة المملكة وعنايتها بكل ما من شأنه رفعة هذا الدين والحرص على شرائعه وشعائره، وإدارة الحشود بكل اقتدار بتوفيق الله.

حضر الصلاة اصحاب السمو والمعالي وسعادة الدكتور خالد البتال وكيل إمارة المنطقة الشرقية والمسئولين من مدنيين وعسكريين وجمع من المواطنين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى