الاصغاء والحديث إلى الآخرين

✍عبدالرحمن بن عبدالله اللعبون

تواصلنا مع من هم حولنا تضبطه عدة أمور، والاصغاء للآخرين أحد هذه الأمور، وهو يزيد من تقربك إلى قلوبهم، ويجعلك محدث لبق وينمي قدراتك العقلية، فدع الآخرين يتحدثون، فهم بالعموم مغرمون بالتحدث وسماع أنفسهم يتكلمون، والإصغاء الجيد له دلائله البينة، ومنها إعادة نص ما قاله المتحدث لتوكيد المعنى، وصياغته بكلمات أو عبارات أخرى، وكذلك توجيه الأسئلة المتعلقة بمدار الحديث، مع تقديم استجابات تتسم بالصبغة العاطفية، التلخيص العام والإجمال .

وحتى تكون الحوارات جذابة ومفيدة ونجد فيها الاصغاء الجيد علينا كذلك أن نتقن فن الكلام، ومن ذلك أن نتكلم بثقة ورزانة، ونظهر اهتماما خاصا بمن معنا ونحسن اختيار العبارات، ولا نزهد أبدا في الابتسامة، ونقلل من الكلام عن أنفسنا، ونخاطب الناس على قدر عقولهم وبالمنطق الذي يفهمونه، وندعهم يتكلمون عن أنفسهم ونشجعهم على ذلك، ونكون دقيقين وأمناء في اتصالاتنا، وأن نجعل أفعالنا دائما أقوى من كلماتنا .

ومن اللطيف هنا أن نذكر بعض الإحصائيات في هذا الشأن، فما نتذكره بعد الاستماع مباشرة هو 50% فقط مما قاله المتحدث، وخلال 48 ساعة ينخفض مستوى الفهم الى 25% أو أقل، والوقت الذي نمضيه في الاصغاء هو 45% فقط من الوقت الاصلي للحديث، وكمية الوقت الذي نكون فيه مشغولين أو غير منتبهين أو ننسى أثناء المحادثة هو 75% .

82% من الناس يفضلون أن يتحدثوا مع الذين يصغون اليهم باهتمام فضلا عن المتحدثين المفوهين، وأن أول لقاء مع الأشخاص الآخرين يطبع 70% من الصورة عنك .

وهناك أمور يلزم الانتباه لها حتى تستطيع التأثير الإيجابي على الآخرين، ومن ذلك أن تقول لهم ما يحبون سماعه، وتريهم كيف سيحققون ما يرغبون بتحقيقه، وأن يقوموا بما تودهم أن يفعلوه، وأن تبحث عن رغباتهم وأهدافهم وما يحبونه وتعمل على أن تصيبها بدقة ليكون تأثيرك فعَّالا، واحرص على حذف كل الكلمات التي تدل على الأنا، وحين تتكلم مع الآخر تحدث عن الموضوع الأكثر إثارة له .

Related Articles

Back to top button