كلمة سفير روسيا الاتحادية في مصر جيورجي بوريسينكو خلال حفلة الاستقبال بمناسبة العيد الوطني لروسيا
القاهرة – حسناء رفعت
أيها الأصدقاء المصريون الأعزاء والزملاء الدبلوماسيون المحترمون،
أشكركم جزيل الشكر على حضور هذه الأمسية من اجل الاحتفال بعيد روسيا الوطني في مقر السفارة الروسية بالقاهرة. وهذا هو أهم العيد لأكبر دولة في العالم تمتد أراضيها عبر إحدى عشرة منطقة زمنية وعبر قارة أوراسيا كلها من بحر البلطيق في الغرب إلى مضيق بيرينغ في الشرق.
ويمكن القول ان روسيا الاتحادية هي دولة “فتية” حيث يعود تاريخها الحديث إلى عام 1991. ومع ذلك، في الواقع تمت إقامة دولة روسيا منذ حوالي اثني عشر قرنا. هذا بالطبع لا يصل إلى سبعة آلاف سنة كما هنا في مصر، ولكن تاريخنا غني أيضا بالأحداث ذات الأهمية العالمية.
وتعرضت روسيا مرارا وتكرارا بمحاولات غزو وتدمير من قبل الغزاة الخارجيين وشهدت المراحل من الاضطراب الداخلي عندما فقدت أراضيها التاريخية لفترة طويلة ولكن في كل مرة كانت تولد من جديد. وعلاوة على ذلك، أصبحت أقوى وساعدت العالم بأسره على التخلص من جميع أنواع المستعمرين، كما حصل ذلك في القرن التاسع عشر عندما هزمت قوات الإمبراطور الفرنسي نابليون وفي القرن العشرين خلال غزو ألمانيا النازية تحت زعامة هتلر.
واليوم تواجه روسيا مرة أخرى المتنافسين الجدد على الهيمنة العالمية بقيادة الولايات المتحدة. وان جيشنا يقاتل المعدات العسكرية لكتلة الناتو بأكملها. ويحمي ويحرر الجنود الروس الأراضي من النازيين الذين انتعشوا بفضل الحضارة الغربية من جديد. وإنهم لا يدافعون عن المصالح الروسية فحسب بل يدافعون عن حق جميع الشعوب في العيش وفقا للتقاليد الأصلية وليس تحت الإملاء الأمريكي.
على الرغم من ضغوط العقوبات غير المسبوقة المفروضة علينا من قبل القوى التي تريد إعادة العالم إلى العصر الاستعماري فإن بلدنا يتطلع إلى المستقبل بثقة. وتواصل روسيا تطوير الاقتصاد القومي وتوسيع التفاعل مع الأصدقاء في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.
وان الروس فخورون بصداقتهم الطويلة الأمد مع مصر. وفي هذا العام يتم الاحتفال بالذكرى الثمانين لاقامة العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا. ونحن مرتبطون باتفاقية الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي ما يرمز إلى المستوى العال من التفاهم والثقة المتبادلتين. ونعمل معا من اجل تعزيز الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وتساعد روسيا مصر في بناء محطة الطاقة النووية الاولى في البلد وضمان الأمن الغذائي من خلال إمداد منتظم من القمح. ويتزايد عدد السياح الروس الذين يستمتعون بضيافة المصريين وبالاضافة الى عدد الطلاب المصريين الذين يدرسون في جامعاتنا.
بمناسبة العيد الوطني لروسيا أتمنى لشركائنا الأعزاء في مصر والدول الأخرى التوفيق في جميع مهامهم والسلامة ومزاج جيد. وأنا مقتنع بأنه في وسعنا المشترك التغلب على أي صعوبات وجعل العالم مكانا أفضل.
شكرا لكم على الاستماع وحفلتنا تستمر.