التوقيع على عدة إتفاقيات ومذكرات تفاهم بين الجزائر و البرتغال

زيارة دولة لرئيس الجمهورية السيد عبدالمجيد تبون إلى البرتغال

كمال فليج _ الآن

توجت زيارة دولة لرئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, إلى البرتغال, بالتوقيع, اليوم الأربعاء بلشبونة, على عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم تشمل مختلف مجالات الشراكة والتعاون, مترجمة الإرادة المشتركة للبلدين من أجل تعزيز العلاقات الثنائية لترقى إلى مستوى التطابق التام بينهما في وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدولية.

وفي هذا الاطار, أشرف الرئيس تبون في آخر يوم من هذه الزيارة رفقة رئيس الوزراء البرتغالي, السيد أنطونيو كوستا, على مراسم التوقيع التي شملت مذكرة تفاهم في مجال الحوكمة الرقمية وعصرنة الإدارة وبرنامج تبادل ثقافي للفترة 2023-2025 وكذا إعلان نوايا لتعزيز التعاون الثنائي, علاوة على مذكرة تفاهم تتعلق بالمؤسسات الناشئة والابتكار.

وقبلها كان رئيس الجمهورية, الذي رافقه وفد هام في هذه الزيارة, قد أشرف أيضا رفقة السيد أنطونيو كوستا, على افتتاح أشغال المنتدى الاقتصادي الجزائري-البرتغالي, الذي بحث فرص التعاون والشراكة المتاحة وكذا سبل إعطاء دفع قوي للتعاون الاقتصادي.

وبهذا الخصوص, استعرض الرئيس تبون فرص الاستثمار الكبيرة التي يمنحها مناخ الأعمال في الجزائر في إطار القانون الجديد للاستثمار, مؤكدا أن هذا الأخير “يحمي المستثمر الأجنبي ويضمن استقرار الإطار القانوني المنظم للاستثمار”.

كما دعا رئيس الجمهورية بهذه المناسبة, رجال الأعمال في البلدين إلى “التوافق بشأن سبل تعزيز الشراكة الاقتصادية في إطار مستقبل مشترك في المجال الاقتصادي يرتقي إلى جودة العلاقات السياسية والإنسانية بين الدولتين والشعبين”.

وأضاف بأن البرتغاليين “يعرفون جيدا مستوى مناخ الأعمال بالجزائر ويمارسون نشاطاتهم بارتياح”, مشيرا إلى “النتائج الإيجابية التي حققها الاقتصاد الجزائري, على غرار تجاوز قيمة الصادرات خارج قطاع المحروقات 7 مليار دولار خلال السنة الماضية والتطلع إلى بلوغ 13 مليار دولار مستقبلا”.

وقبل مغادرته البرتغال عائدا الى أرض الوطن زار الرئيس تبون مقر البرلمان البرتغالي, حيث استقبله السيد أوغستو سانتوس سيلفا, رئيس هذه الهيئة التشريعية التي تحمل تسمية “مجلس الجمهورية”.

من جهة أخرى, كان رئيس الجمهورية قد أعلن مساء أمس الثلاثاء في كلمة له خلال مأدبة العشاء التي أقامها على شرفه الرئيس البرتغالي, السيد مارسيلو ريبيلو دي سوزا, عن انعقاد القمة الثنائية الجزائرية-البرتغالية في السداسي الثاني من السنة الجارية, مؤكدا أنه اتفق مع نظيره البرتغالي على جعل 2023 “سنة محورية لبعث الاستحقاقات الثنائية الكبرى”.

وفي هذا الإطار, أعرب الرئيس تبون عن قناعته “الأكيدة” بالآفاق “الواعدة التي يجب استغلالها لإرساء شراكة قوية”, مشيرا إلى أن هذه القناعة تم التركيز عليها خلال المحادثات “الثرية” التي جمعته بالرئيس البرتغالي في وقت سابق من يوم الثلاثاء.

وكان رئيس الجمهورية قد خص بمناسبة هذه الزيارة, باستقبال رسمي ومميز من طرف نظيره البرتغالي, وذلك قبل إجراء محادثات ثنائية اتسمت بالصراحة وعكست عمق العلاقات بين البلدين, ليدلي الرئيسان بعدها بتصريح صحفي مشترك حيث أكد الرئيس تبون على “التطابق التام” في وجهات النظر بين الجزائر والبرتغال بشأن مجمل القضايا الإقليمية والدولية, على غرار الأوضاع في ليبيا ومالي والساحل والصحراء الغربية والأراضي الفلسطينية والوضع في أوكرانيا.

كما جدد في ذات السياق, “التزام الجزائر بمعاهدة الصداقة وحسن الجوار الموقعة بين البلدين سنة 2005”, مشيرا إلى أنه بعد أيام قليلة, سيحيي البلدان الذكرى ال210 لمعاهدة السلم والصداقة الموقعة بين ايالة الجزائر والبرتغال.

وضمن هذا التوجه, عبر الرئيس البرتغالي بدوره, عن توافق الرؤى ووجهات النظر بين البلدين الصديقين, مشيرا الى أن موقف بلاده “ثابت ويحترم ويدعم دور الأمم المتحدة وقراراتها بشأن قضية الصحراء الغربية”, معتبرا أن العلاقات بين البلدين “قوية”, كما نوه أيضا بالدور التاريخي للجزائر في دعم الديمقراطية في بلاده.

كما كان لرئيس الجمهورية في مستهل هذه الزيارة لقاء مع ممثلي الجالية الجزائرية بالبرتغال جدد من خلاله “التزام الدولة بحماية أبناء الجزائر في الخارج وبفتح الأبواب أمامهم للمساهمة في تنمية الوطن”, منوها بمستوى الكفاءات الجزائرية في الخارج.

كما استعرض مختلف الإجراءات والتدابير التي أقرها لفائدة أفراد الجالية, على غرار تخفيض أسعار تذاكر الرحلات الجوية بهدف ضمان تواصلهم المستمر مع الوطن وكذا تمكينهم من الاستفادة من التقاعد على مستوى الصندوق الوطني للتقاعد, إلى جانب تحفيزات أخرى بهدف “تخفيف وطء الابتعاد عن الوطن”.

Related Articles

Back to top button