قلب في مهب العشق.. قصيدة لوزير الإعلام والثقافة السعودي السابق عبدالعزيز خوجة
أنا المجذوبُ والمجنونُ والعاشقْ
أنا الدَّرويشُ لا شاكٍ ولا آبِقْ
أنا الشِّرِّيدُ، لا المطرودُ، لا المارقْ
أنا الباكي على الأبوابِ لا السَّارقْ
أنا الشّحّاذُ هل مَن يَسمعُ الطّارقْ؟
أنا المأخوذُ في عينينِ كَالبارقْ
* * *
أنا الهَيّامُ في كونٍ بلا عُنوانْ
أنا الرُّبّانُ في أُفْقٍ بلا شُطآنْ
أنا ماضٍ أنا آتٍ بلا أزمانْ
أنا رفّاتُ نَورَسَةٍ على طوفانْ
* * *
أنا مَن طاف في الملكوتِ كالطَّائرْ
ويحملُني جناحَا عاشقٍ حائرْ
وزَوّادي حنينٌ قاهرٌ آسِرْ
وفي رَحلي غرامٌ غابرٌ حاضرْ
ألا مَن يفتحُ الأبوابَ للزّائرْ
* * *
كأنّي فوقَ أجنحةٍ منَ الرّيحِ
تُقلِّبني ولا أشكو تباريحي
وتَمخُرُ بي إلى جُرحي وتَقْريحي
كأنِّي أمتطي شَوقي على رُوحي
وفي الأبوابِ كم ضلّتْ مَفاتيحي
فما رَدّوا وما حَنّوا لتنويحي
* * *
غَريبانِ قدِ التقَيا بلا موعِدْ
وضَمَّهُما سرابُ الزّورقِ المُجهَدْ
بلا مِجدافِ مَلّاحٍ، ولا فَرقَدْ
فذابا في جفونِ العالِمِ المُسْهَدْ
وما خافا عُبابَ الموجِ لو أَزْبَدْ
وما فزِعَا مِنَ الإعصارِ إذْ عَرْبَدْ
* * *
تَوحَّدْنا بلا مِيعادْ
وجاوَزْنا مَدى الآمادْ
وكان لقاكِ آفاقي
وكانَ بدايةَ الميلادْ
دَعيني فوقَ شَطَّيْكِ
لأنسى ليلةَ التّسْهادْ
لأَنسى رحلةَ التَّشريدِ
في الطُّرقاتِ والأبعادْ