*طفل يبيع حلمه*
✒️ صَالِح الرِّيمِي :-
أرسل لي أحد المتابعين من مصر الشقيقة صورة لطفل مصري، يعتبره المارة أصغر عارض فن تشكيلي في مصر، “بيكاسو الصغير”، حيث كان يبيع رسوماته وابداعاته الفنية ببلاش، الرسمة بخمسة جنيه فقط، هذا الطفل جعل الرصيف مكانًا لرسم لوحاته الصغيرة وبيعها بدلًا من التسول ليوفر قوت يومه ليواجه الفقر بالإبداع، يارب ارزق هذا الطفل من واسع فضلك..
عندما تمتزج الرجولة مع الطفولة، هنا تكمن طبيعة المجتمع المصري والظروف التي جعلت الأطفال تخرج من بيتها ليس للذهاب إلى المدرسة، ولكن للعمل من أجل لقمة العيش والإنفاق على الأسرة.
يا الله ما أبسطها واجملها أحلام البسطاء، ودائمًا ما تكون أجمل الذكريات هي ذكريات الطفولة التي تجمع بين سخرية الحياة من عقولنا الصغيرة وبين أحلامنا العريضة، ومع أكبر همي البسيط دائمًا تعود بي الطفولة إلى حيث البراءة والجمال وصفاء النفس، فعندما تعود لأيام الطفولة تجدك لا شعوريًا تأخذ نفسًا عميقًا يبث فيك الحياة من جديد ويجدد فيك النشاط للوصول لتلك الأحلام الطفولية الكبيرة..
أقول في نفسي ياليت أيام طفولتي تعود حاملةً بين طياتها الكثير من الذكريات الجميلة، فما أجمل الأطفال! ففي إبتسامتهم البرآءة، وفي تعاملاتهم البساطة، فلا يحقدا ولا يحسدوا، وإن أصابهم مكروه لا يتذمروا، لأن صفحتهم بيضاء، وحياتهم صفاء ثغر باسم، وقلوبِهم نقيّة وارواحهم برّيئة.
*ترويقة:*
الطفل الذي يعيش طفولته بسعادة وأمان ينشأ بشكل مغاير لمن عاش طفولته بقسوة وحرمان. الأطفال المحرومين إذا كبروا لا يكونون أقوياء بل عالة على أنفسهم وعلى المجتمع، نجيب محفوظ حين رأى طفلًا أمام إشارة المرور يبيع الحلوى بكى ثم كتب: أحلام الأطفال قطعة حلوى، وهذا طفلٌ يبيع حلمه!
*ومضة:*
غردت لمى الشتري قائلةً:
بدأت أحلامنا في معظمها في سنِّ الطفولة المبكِّرة، رسمناها في مخيّلتنا، ووضعناها بالألوان على أوراقٍ وقصاصاتٍ، ربما يحتفظ بها بعضنا حتى يومنا هذا
*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولك*